يوجد عالم أمريكي Frank brown فرانك براون يهتم بصحة رواد الفضاء… ولكنه لم يستطع أن يربط بين ذبذبات الأفلاك وموجات مسارات الدم في الجسم الفضائي… كان كل همّه أن يؤمن لرواد الفضاء الصعود إلى المكوك وتأمين الدواء والغذاء في الصاروخ حتى إذا صرخوا آخ يكون المسكّن ساكن معم في رحلتهم الفضائية… علماء اليونان كانوا على علم بوجود عالَم الفضاء ولكن في الغرب رفضوا هذه الحقيقة حتى عادوا عن هذا الجهل بعد أن تأكدوا من روّاد الفضاء بأن لا موت في المجهول مهما كان بعيدا عن المعلوم…
المرئي وغير المرئي فيه حياة وفيه أسرار .. تتعجب وتضحَك من جهلنا وحتى العلماء منّا… ماذا فعل هذا العالِم لضمانة الروّاد في الفضاء؟ لقد درس التقارب والتشابه بين الإنسان والبطاطا… البطاطا مادة حساسة ولا تستطيع أن تعيش في الفضاء وتشبه الإنسان من حيث طبيعة حياتها في الطبيعة… أخذ العالم هذا الشبه وأكد بأن: الإنسان يستطيع أن يعيش في الفضاء… كان الإنسان يشبه القرد ولكن هذا العالِم أكد بأن جلد الإنسان وقشرة البطاطا يتشابهان في أمور كثيرة، وهذا هو العلم المحدود… وأكد العالِم بأن بذرة البطاطا تتأثر بالشمس… تساعدها على النمو تحت الأرض كما الشمس تساعد الجنين على النمو في رحم الأم .. تأكل من نفس الطاقة الشمسية التي تدخل رحم الأم ورحم الأرض وخاصة بذرة البطاطا… هذه الدراسة العلمية أُطلق عليها علم الصفات الموروثة من أمّنا الأرض وأمّنا الشمس وهذا ما يسمى اجتماعياً بصفة الأبراج أو علم خريطة البروج… أي كل العالَم شبكة من النور المتواصل من الأصول… الله نور وحياة كل ما نعلم وما نجهل… في هذه اللحظة ولد طفل وكثير من النجوم تحوم وتدور حول الأرض وخاصة حول الطفل… خلال اليوم الشمس تشرق وتغيب ونتأثر بها وفيها وكذلك النجوم وكل طفل له نجمة أُم ونجوم ملائكة تدور حوله… مثلاً… الطفل الذي ولد الساعة السادسة فجراً أي عند طلوع الشمس فإذاً الشمس والنجوم سلمّت على الطفل… مجموعة أخرى تصعد وغيرها تهبط… صعوداً ونزولاً… الطاقة تتغير على مدار اللحظة… وهكذا تأثر الطفل وأنت وأنا حتى اللحظة.. الدين تأكد من هذه الحقيقة وحتى العلم الحديث بدأ يحدثنا عن مدى التجاوب بين الإنسان وبين الأبراج… ممكن أن يكون برجك قمري وأخوك شمسي والآخر من كوكب المريخ… ولكن لا شك بأننا نتأثر بفصول السنة، نتأثر بالتيارات الكهربائية وبالأفكار وبالنوايا… الإنسان متصل بجميع أسرار الحياة والكائن متصل بالمكون ألا وهو خالق الحياة… الحقيقة بسيطة يراها القلب وتشاهدها البصيرة… تذكر قصص الأنبياء… لهم علاقة خاصة بالنجوم وبالطاقات الشمسية والقمرية كذلك نحن البشر… راقب قصص البشر حولك.. أخوك وفلان ورئيس البلاد وحاكم البيت الأبيض كلهم ولدوا نفس اللحظة .. لماذا هذا الفرق؟.. أنت في لبنان وصديقك في أمريكا… أنت هنا في هذا الحي، وصديقك في الحي المجاور… أنت في هذه الغرفة وصديقتك في الغرفة المجاورة… أنت من أم وأب وطبيب وممرضة وغرفة وفرشها وإلى ما هنالك من تفاصيل دقيقة تشارك في التشابه وفي التباعد…. هذا علم دقيق موجود في الإسلام علناً لأهل العلم الباطني… علم سُدرَة المنتهى… ولكن علماء المجرّات يعلّمونه في جامعات علوم الطاقة النورانية وتأثيرها على الإنسان وبنوع خاص على الإنجاب، تستطيع أن تتمنى ذكر أو أنثى… اللون… القامة… العقل… المهنة… العمر… النجاح… حتى أدق التفاصيل… إنه عمل وأنت صاحب النوايا… اطلب وتمنّى… ولكن انتبه… هنالك شروط لهذا العقد.. إنه عقد مع الخالق… إنه وعد ومن المدد… إنه سند من الصمد… هل تستطيع أن تفي بالوعد؟ عليك أن توقّع على هذه المسؤولية… أنت والزوجة… هل أنتَ حاضر للأبوة، هل أنتِ حاضرة للأمومة؟ هذه الأمانة ملك للخالق وليس للمخلوق… الإنسان خليفة الله أي صادق للخلافة… الطلب سهل ولكن أين المسؤول؟ العلم حقيقة وواضح وبسيط ولكن هل أنا مستعدة لهذه المسؤولية؟؟… أذهبُ لشراء سيارة أو بناية أو طيارة أو أي شيء رخيص وغالي حتى لو بالدَّين ولكن هل أستطيع أن أشتري أمانة؟ هل أستطيع أن أتصدق بصدق؟ هذا هو طيف هذا الضيف الذي أطلبه من الرحمان.. في رحم الله كل الأمنيات وكل الطلبات وكل الرغبات والشهوات وفي عقلنا كل العلوم وكل التقنيات الدقيقة وكل ما نتمناه واضح على شاشة العقل ولكن هل أنا صادقة في حمل الأمانة؟ حمل الجنين غير حمل الجسد… علم اليوم واضح وصريح ويستطيع خليفة الله أن يحقق كل أمنية ولكن مَن هُم الذين حققوا أمنية الله على الأرض؟ ماذا فعلنا بهم ولا نزال؟… اغفر لي يا الله… لقد أسأتُ إلى أصغر أمانة بسبب جهلي وكبريائي… أعطيتني نطفة وأقدمها لك جيفة… ارحم جهلي يا أرحم الراحمين… سنة 1982 اشتركتُ في مؤتمر “ارسم المستقبل”… لم أصدق ماذا سمعت وماذا رأيت وماذا اختبرت حتى خفت من حمل هذا العلم… نعم… الإنسان خليفة الله في السماء وفي الأرض… نصنع المعجزات والآيات… ولكن أين هو الضمير وإلى أين المصير؟؟ كل ما يصنعه الإنسان بأمر من الله… ولكن هل قلبي مع الله؟ إن علم التنجيم غير السحر والشعوذة باسم التنجيم… لقد أسأت إلى الأمانة وأتمنى أن أعود إلى الدور الذي من أجله خلقت… من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وإلى أين المصير؟ وماذا نفعل على هذا الممر؟ لو تأمَّلتَ القليل القليل في القمر لقرأتَ الأسرار من القمر والهلال والبدر وتذكرتَ خريطة هذا الممر، راجع سورة يوسف آية رقم 4))…”إذ قال يوسف لأبيه يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين”… ومنعه أبوه من مشاركة إخوته في هذه الرؤية خوفاً عليه منهم… إن الحقيقة لا تأتي إلاّ لأصحاب الحق… الأمانة لا بداية لها ولا نهاية وهي نعمة في قلب المؤمن الصالح… ولكن إذا تعلمنا القليل القليل من علم الفلك والتنجيم وكنا أمناء على هذه الأمانة نستطيع أن نساهم في السلام ابتداء من أنفسنا حتى نصل إلى الصراط المستقيم… إن المنطق واضح وبسيط… لماذا هذا الطفل سليم البنية وأخوه معاق؟ لماذا نقول المنحوس منحوس لو حطوّا على رأسه الفانوس؟ لماذا فانوس وليس الفلوس؟ لماذا النور وليس العطور أو البخور؟؟ جميع العلماء في هذا المؤتمر أكدوا وتأكد الحضور كله بما فيه كاتبة هذه السطور بأن للإنسان علاقة مباشرة مع الكواكب وجميع المجرّات… إن العين ليست بحاجة إلى نظّارة والبصيرة ليست بحاجة إلى بوصلة… تأمل وستعلم ما لا تعلم… بعد البحث والتدقيق تأكدنا بأن العلماء على حق والنتيجة واضحة… العالمَ خلية واحدة موحدة مع الله أي كل الكائنات تتأثر في جميع خلق الله… يدي تكتب وعيني تقرأ وقلبي يحب وفكري يفكر وعقلي يؤكد وحواسي كلها تأكل وتشرب وتسمع وإلى ما هنالك من أوامر تأتي من صاحب الأمر والنهي…. وأنت يا أخي القارئ تقرأ معي و معاً نساهم في هذه المهمة الملهمة من المجهول المعلوم… وكذلك سخر لنا كل المجّرات من المشرق حتى المغرب تساهم معنا في هذه الرسالة… القمر والشمس والنجوم والمطر والهواء جميعهم معنا الآن وهنا وفينا انطوى العالم الأكبر ونحن نكتب ونقرأ كلمة من هذا العالم الأكبر… قطرة ماء من محيط الفناء… هل نستطيع أن نفصل بيننا حتى لو فرقتنا المسافات؟؟؟…. ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان… هذا ما فعله الرحمن قبل أن يصورنا في الأرحام… خلق كل المخلوقات وإذا بنا نحن في أجمل وأحسن تقويم… وكلمة تقويم هي سر علم التنجيم… إن هذا السر ليس من اكتشاف أهل الهند أو أهل الهنود الحمر… بل من بداية خلق البشر… هذا العلم كان في الحضارات القديمة ولم يبقَ منها إلاّ الآثارات ولكنها علامات للعلماء… انظر إلى الطفل… إنه صورة حساسة… لوحة دقيقة وشفافة… من الصعب قراءتها ولكن انظر إلى ظاهرة التوأم… توأم وُلد من بويضة واحدة… الشبه متشابه لدرجة الدقة… والتوأم الآخر كل طفل من بويضة… هنا الشبه قليل جداً… وبعد الولادة علمياً لم يعد توأم… لقد ولدتُ قبل أخي بخمس دقائق ولا شبه بيننا حتى في الأفكار أو الحياة… لم نتفق أبداً على أي شيء إلاّ في المجاملات السطحية وفرّقتنا الأيام وكل واحد منا في اتجاه… أخي في عالَم المادة والأعداد والتجارة والربح وأنا العكس تماماً ولا فضل لأحد على أحد وهذا هو الدور الذي نعيشه على ممر الدهر… ولكن التوأم المتجانس والمماثل له نفس الشعور حتى بالألم والفرح وزمن الموت… علينا أن نعرف بأن الولادة ظاهرة غامضة… الولادة الأولى هي لحظة الحمل لحظة التلقيح… هذا هو الحمل الأول… والحمل الثاني هو الولادة من خارج الرحم إلى حضن الأم… إن الحضارة الهندية تعترف بالتاريخ الأول… أي ساعة الحمل في الرحم، هذه هي الولادة الحقيقة… إن لحظة التلقيح هي بداية التاريخ الفلكي على الأرض… قديماً كانت المرأة تعرف لحظة الحمل… وكانوا يخططون لها حسب الميزان الفلكي… إنجاب الجنس… الصفات… المواهب… الشكل… كل الرغبات قبل ليلة الطلب ويدخل الرجل زوجته ويكون لقاء حب ومودة ورحمة واستسلام إلى الله… كانت فعل صلاة وصلة، بدايةً من الأبدان إلى الأديان وإلى سائر الأسرار حتى سدرة الله وكلها رحلة من العابد إلى المعبود لولادة عابد صالح لنفسه وللأمة… هذه حكمة أهل الشرق ولكن اليوم اختلط الشرق بالغرب وغاب عنّا علم الأديان وعلم الأبدان ونهتم بتجارة الإنسان… هل نستطيع أن نعود كما كنا؟ لماذا نعود؟ لماذا لا نكون الآن كما نحن؟ نحن كائن كوني فردي متصل بجميع الكائنات وبالله… كيف وصلنا إلى رحم الأم؟ سؤال جريء ومن حقنا أن نعرف حقَّنا… الله عرضَ الأمانة أو الدور وقَبِل الإنسان دوره… أي أنت وأنا اخترنا رحم أمهاتنا ولحظة الحمل والأب والأم والأبراج والدور الكامل… أخذنا كتابنا بيميننا من الله واستسلمنا إليه بشكر وبطاعة وباستسلام تام… عرَض علينا الأمانة وقلنا نعم… وأعطاني الخيار بالاختيار والاختبار واخترت الزمان والمكان ورحم الإنسان… واخترت أن أكون من الضالين وأن أعصي أوامر الخير التي أعرفها وأن اختبر الشر وألعب بالنار… وهذا ما نفعل منذ آدم وحواء حتى الآن… الله خلق لنا كل ما نراه وما لا نراه لخدمتنا ولكن وحده الإنسان له حرية الضلال أو الصراط المستقيم…. إن جميع المجرات والكواكب في خدمة كل مخلوق ولكن كيف ومتى نختار مساعدة الأنوار… هذا هو الخاتم والختمة والختم الأول الذي تلبسه… هذا هو التوقيع الأول والأساسي الذي نتوقع نتائجه بعد الولادة الثانية وحتى العودة إلى البرازخ… ترافقنا الكوكبة الموجودة معنا أثناء دخولنا الرحم وحتى دخولنا رحم الأرض إلى البرزخ وبعدها نحن مع الاتصال الدائم في مخلوقات الله ولكن تختلف طبقة وطبيعة الأنوار في الفلك…. كيف؟ نتصور توأم متجانس أو متماثل أي من بويضة واحدة… رغم كل التشابه حتى في درجة الذكاء والوَعي لا يزال الفرق بلحظة الموت… عادة يموت الأول والثاني يلحقه خلال ثلاثة أيام إلى ثلاثة أشهر أو أقصى حد ثلاث سنوات… وإذا كان الطفل بعيداً عن أخيه مسافات… واحد في لبنان والثاني في اليابان… يصاب الأول بأي مرض ويتجاوب معه الثاني خلال ساعات… الأوّل نسخة عن الثاني في كل شيء… هل تعلم بأننا نحن الأصدقاء والأخوة لا نستطيع أن نزرع جلد من جلد آخر… إذا تشوه جلد يدي لا أستطيع أن أطعّمها من جلد أختي أو صديقتي بل من جلدي… جسدي يرفض أي جلد آخر ولكن التوأم المتماثل يقبل من أخيه أو أخته… هذه هي الميزة الوحيدة الخاصة بهم، ما هو السبب؟ هل هو لأنهم من نفس الأب والأم؟ كلا… الأخوة لا تستطيع أن تعطي قطعة من جلدها إلى الأخوة… ولكن لأنهم دخلوا الرحم في نفس اللحظة، توأم من بويضة واحدة… وتأثير الفلك واحد على كل منهما… إن لغة الفلك هي التي ترافقهما معاً أينما كانوا… مؤخراً وحديثاً علماء الفلك اتحدوا مع علماء الجسد وتواصلوا في سر علاقة الإنسان بالطبيعة وتأثير الطبيعة على الإنسان وعلى الطبيعة… الزلازل والهزات والبراكين والفيضانات وغيرها كلها من تأثير الفلك على الإنسان ومن عدم احترام الإنسان لهذا العلم ولهذا النظام… هل تتذكر عندما صعد أول رائد إلى الفضاء حدثت زلازل وفيضانات؟… والآن سبب الحروب والعوامل الطبيعية هي من عدم احترامنا للأرض… لماذا تصاب المناطق الفقيرة بالضربات؟ لماذا بناء الفقير هو الذي يُهدم؟ لماذا الصحون على السطوح وأعمدة الكهرباء والتلفون والتلفزيون وكل ما هو من صناعة التيارات والمغناطيس على البنايات وعلى الشواطئ… ما هي هذه القوة الجاذبة؟ ماذا يفعل الإنسان بأمه الأرض؟ الأرض لا ترحم لأنها تحب وتعلّم… نتعلم من الألم… ماذا تفعل الأفلاك بالأسلاك؟ ماذا تفعل بسحب الآبار من مياه ومن بترول؟ وماذا نفعل عندما نقتلع الأحجار والتراب والرمال والأشجار وقتل الحيوانات والحروب والدمار؟ ماذا تفعل يا إنسان؟؟؟ نعلم بأن البحر يتأثر بالقمر… وكذلك بالمد وبالجزر… والبحر يتأثر بالشجر وبالبشر… ونعلم بأن نسبة الملح الموجودة في البحر هي نفس النسبة الموجودة في جسم البشر… وأن الإنسان سبعون بالمائة ماء وثلاثون بالمائة لحم وعظم وكذلك الأرض سبعون ماء والباقي يابسة… الأرض أمنا… والنخلة عمتنا… وإن ما يسمى البحر العربي هو النسبة الموجودة في الإنسان من حيث الملح العربي وهو ملح الأرض… المسيح قال لنا… أنتم ملح الأرض… إذا فسد الملح بماذا نملح… والإمام علي يقول…. ابدؤوا بالملح واختموا بالملح… الملح هو الذي يلم الإنسان بالأرض وبالمخلوقات… ماذا نفعل بالماء الموجود في جسدنا؟؟ لنلاحظ معاً… الآن القمر بدر والساعة بعد منتصف الليل والموسيقى في أعلى الإزعاج… السبب هو في الهبل وفي عدم توازن العقل… يتأثر بالبدر وبالهلال… الحروب تبدأ في البدر وفي الهلال تضعف الطاقة وترتاح المرضى في مستشفى المجانين وفي هذا الوقت ينصرف الكثير منهم إلى بيوتهم وأعمالهم… القمر يؤثر على الإنسان سلباً عندما يكون بدراً وإيجاباً عندما يكون هِلالاً ولكن إذا كان الإنسان في توازن مع الطبيعة فستكون حياته في تناغم وحنين مع جميع الأفلاك والمجرّات والكواكب… إن العالم براون Brown قدّم دراسة مهمة عن علم الفلك… كان يسخر من هذا العلم ويشكّك به ولكن بالرغم من هذا الظن ابتدأ بالبحث وأتى بنتيجة مذهلة… اكتشف بأن المشاهير من العلماء والأطباء والقادة والمهن الأخرى تتأثّر بتاريخ الولادة… الأطباء غير قادة الجيش… كوكب المريخ يسيطر على رجال الحرب ونادراً ما نراه في خريطة رجل السِّلم… جمّع حوالي خمسين ألف اسم مع تاريخ ميلادهم ومهنتهم وإذ به يتفاجأ بالنتيجة… عندما يكون كوكب المريخ في تصاعد يؤثر على الطاقة السلبية عند ولادة الأطفال وإذا بهم يدخلون الجيش والقتال… العلماء لهم كوكب أيضاً… والشعراء والرسامين لهم كوكب… نادراً ما رأى هذا العالِم وغيره من العلماء حالات نادرة واستثنائية أو شاذة عن هذه القاعدة… فإذاً هذه الحقيقة ليست صدفة… راجع آراء العلماء…Russell ينادي بالسلام وNietzche ينادي بالحرب… الأول يقول بأن لا حياة بدون سلام والثاني ينادي ويقول إذا توقفت الحرب لا سلام في الحياة… من أين أتت هذه النظريات؟ أكد العلم بأنها من لحظة الولادة التي تأثرت بالفلك… والفلك يتأثر به العقل والقلب… الأول يفكر من قلبه والثاني من فكره… الأول إله الحب والثاني إله الحرب… من الذي يختار الكوكب؟ طبعاً خليفة الله هو الذي يختار وهو المختار… كل ما هو دون الله استلمه الإنسان وهذه الأمانة هي ليوم الحساب… ماذا نفعل الآن… من الذي يقرأ؟ ومن الذي يكتب؟ ولماذا هذه الأكوان في خدمة الإنسان؟؟ لماذا الماء نسبياً أكثر من اليابسة؟ وكذلك في الجسد؟ ما هذا السر؟ ما هو تأثير الماء على الإنسان؟ وجعلنا من الماء كل شيء حيّ… لا حياة بدون ماء…جميع الحكماء والعلماء والأنبياء أكدوا لنا هذه الحقيقة… بعض علماء الشرق يقولون بأن الحياة ابتدأت من أعشاب البحر أي من طحالبها…. الماء هو سر الوجود على الأرض قبل الإنسان… إن تأثير جميع المجرّات على الإنسان وعلى الطبيعة لا تصل إلاّ بواسطة الماء… علماء اليوم يدرسون أسرار هذه النعمة… توجد جماعات ومنها في لبنان يعيشون على الماء فقط… وهؤلاء الفئة من البشر لهم تأثير بأفلاك خاصة بهم… كواكب إيجابية وناعمة وفيها من طبيعة الصدقة الجارية… والماء هو هذه الطاقة الجارية في جسدنا وعلينا الاهتمام بها…. أما اليوم فنادراً ما ترى مياه صافية عذبة وحيّة في بيوتنا… كلنا وبالإجمال نشرب مياه الدولة أو مياه المعلبات الملوثة… وهكذا نتلوث ونتأثر بالأنوار السلبية ولا نستطيع المقاومة… والنتيجة نراها بالحروب وبالأمراض وبالتوتر والتشنج والشاشات أفضل برهان… طبعاً .. معك حق وشكراً… الجنين يتصل بأمه بواسطة ماء الرحم… إنه مالح وكأنه يسبح في البحر لذلك قال لنا الحبيب علّموا أولادكم السباحة. هذه الرياضة تعيد لنا العلاقة بالأم… الأم الكونية… الأمومة الموجودة في المرأة وفي الرجل… وخاصة الرجل يستعد لرفع طاقة الأنثى حتى يسكن البرازخ الأعلى… عندما يموت الرجل يحمل اسم أمه… فلان ابن فلانة… هي الرحم للجسم والرحم للنوايا…. فإذاً الماء سر في الأرحام والسباحة طاقة تعيدنا إلى حقيقة ولادتنا… تعالَ معاً ننظر إلى الشاطئ ونراقب ولادة الأسماك… بعض الأسماك تأتي بواسطة الموج وتحط على الرمال وتلد البيض عندما تكون الموجة في انخفاض ثم تعود على الموجة إلى المحيط… سبحانك يا الله… الموجة تحمل السمكة الحامل وتنخفض بها على الشاطئ تنتظرها حتى تبيض ثم تعيدها من الشاطئ إلى المحيط… وعندما يفقس البيض تأتي موجة وتأخذهم إلى المحيط، لم أصدق هذه الحقيقة لو لم أكن شاهدة مع أحد العلماء وهو صديق لنا ومن أصل عربي يسكن في أمريكا على شاطئ البحر… عشقه علم البحار وعلم الملح… تعلّم الإسلام بلا كتاب ولا رجل دين ولا من أي مرجع بل من البحر… كان يصلّي مع موجات الماء ونور الشمس… وعندما تعرفنا إلى عالِم دين إسلامي تعجّبَ من علمه ومن دقة شرحه. كان يقرأ الآيات المتناغمة مع البحر ومع مياه أجسادنا… كان يقول لي أن أقول هذه الآية وأنت آية ثانية… كل واحد منا حسب تاريخ ولادته وتصله مع نفسه ومحيطه… من حبه للبحر تعلم أسرار البحار السماوية والأرضية… كان يتبحر في كل شيء… كان قليل الكلام واسمه هادي وزوجته اسمها موجة وينادها “عاصفة” لأنها كانت موجة عاصفة ومهضومة وتحب الرقص مع الطبيعة… ونادراً ما تسكت عكس زوجها تماماً… وعندما تعلمنا عن علم الأبراج نرى العلاقة بين المخلوق والمخلوقات متجسدة بها أكثر من أي فرد منّا… تتناغم وتتعايش مع الوجود حسب وجودها… كانت كالسمكة… تعرف بالمد والجزر… بالقمر والهلال… كان الغواص يسألها عن قعر المحيط وكأنها تراه أمامها… وكذلك السمكة كأنها إنسانة تتحكم بالبحر وبأمواجه وتعرف لحظة ولادتها والموجة تهتم بالبيض حتى يفقس وتعيد السمك إلى البحر والأم تعرف أولادها… كيف تعرف السمكة هذا السر؟… كأنها تحمل جهاز إرسال يومئ بالإشارة… مئات الألوف من الأسماك المختلفة يأتون إلى الشاطئ مع الموج يلدون البيض ويذهبون… وبعد ذلك تأتي الموجة وتنخفض وتأخذ السمك الصغير إلى البحر… من هو المرشد أو الدليل لهذه الظاهرة؟ طبعاً الله ولكن ما الوسيلة؟ القمر هو نبع الإحساس في السمكة… يقول لها الوقت المناسب لكي تذهب أو تعود مِن وإلى البحر… تأثير القمر هو الطريق الوحيد لتعليم السمكة الأم ماذا تفعل… هنالك إمكانية ثانية للتأكد من هذا الانفعال… بعض العلماء ظنّوا بأن الموج وحده الدافع لهذه الظاهرة… وضعوا السمك في علبة مغلقة وعندما أحسّت بالولادة أو بتفقيس البيض تصرفت وكأنها في البحر. ولا موج ولا نور في المختبر ولكنها تأثرت بالقمر رغم عدم وجودها في البحر وتناغمت مع السمكات التي ولدت أثناء المد والجزر… هذا يؤكد لنا بأن السمك على اتصال بالقمر لا بالبحر… تأثير الفلك على السمك…. السمك حيّر العلماء… من أين تأخذ الأمر؟ مِن الماء؟.. مِن السمك؟ من الشمس؟ من القمر؟… وضعوا السمك تحت اختبار… فصلوا كل سمكة لوحدها… حاولوا تشويش عقلها بأوامر مصنعة ومفتعلة… وضعوا لها نور قمر اصطناعي… عزلوهما في عتمة حتى لا تعرف الليل من النهار ولا القمر من الشمس حاولوا شتى الطرق حتى يعرفوا من أين تتلقى الأوامر.. وإذا بالسمك جميعاً مهما كانت حالتها تلد عندما يكون القمر معهم ويتجاوب معهم حتى لو كانوا في عزلة عنه… نعم… مع الوقت يتشوه شكل السمكة المولودة تحت الضغوط التي يفرضها الإنسان على طبيعة السمك… هذا ما يحصل على الإنسان وعلى الطبيعة… خليفة الله هو الذي يشوه خليقة الله… ما خلقَنا الله إلاّ للعبادة ولكن نحن نهتم بالإبادة… لماذا نتصرف هكذا؟ اسأل قلبك… جوابك في قلبك… كل سنة ألوف من الطيور تهاجر من الشتاء البارد ومن الشمال القاسي إلى الجنوب الدافئ والمعتدل… يعرفون وقت الهجرة… كيف تفهم لغة الطقس؟ لغة الحساب؟ إنها أفهم وأدق من علماء الطقس… الشهادات والآلات الحديثة ونادراً ما يصدق الحدس… ولكن الطيور تعرف وقت الهجرة قبل ثمانية وعشرين يوماً… ولكل فصيلة من الطيور وقتها الخاص… وتغيّر الوقت حسب الطقس… حسب سقوط الثلوج لا المطر… إن الزلزال الذي حدث اليوم كان بإمكان علماء الطبيعة أن يعرفوا قبل حدوثه بشهر على الأقل من العصافير الخاصة في هذا المضمار وتعطي الإنذار ولكن نحن لا نصغي لأنفسنا ولا نسأل قلوبنا ولا نهتم إلاّ بجيوبنا وبما نرى على شاشاتنا… وهذا ما فعلته أفكارنا… في اليابان يوجد نوع من الطيور خاص بميزان الطقس والزلازل والبراكين والأحوال الجوية على أنواعها… يعطي الإنذار قبل شهر حتى قبل آخر يوم… والشعب يتصرف حسب الطلب… وعلماء الطقس لا يعرفون إلاّ القليل القليل قبل ساعتين من حدوث الخطر… عندهم الاحتمال والشك وعدم التأكد… كيف يعرف الطير قبل البشر؟؟ ماذا يقول علم الفضاء؟ علم المجرّات؟ علم التنجيم؟.. في السنوات الأخيرة يؤكد العلم بأن لكل مخلوق جهاز إحساس داخلي… الإنسان يقول أنا قلبي دليلي… أشعر بالخطر… أشعر بالإشارة وبالبشارة… أرى رؤية… الإنذار ينذرني.. ولكنني لست أكيدة… أستشير غيري ليعرّفني عن حالي… إن الخريطة معي ولكنني لا أفهمها ولا أقرأها… ماذا أفعل يا الله؟ أسأل الله ولا أصغي إليه… أسأله وفكري مشوش ومتوتر…. لست متصلة لا بجهازي ولا بالله… الجوّال الداخلي مشحون بهموم الأمس والغد… ولا أتأمل بهذه اللحظة التي فيها كل اليقظة… لماذا لا أستخدم نعمة الذكاء؟ نعمة الفطنة؟ لماذا البِطنة قتلت الفطنة… صوموا تصحوا قال الحبيب…. لماذا لا نصدّق الحبيب ونتبع الشهوات؟ ما سر هذا العذاب؟ وما هذا الجهل؟؟ لماذا أدمر نفسي باختراع هذا الشراع ونسيت شريعة الله؟… إن أضعف المخلوقات وهي البعوضة خيّمت على أقوى المخلوقات… لماذا أطاعت أوامر الله وذهبت إلى المغارة وخيّمت العنكبوت أجمل حماية ونحن ندمّر عيال الله ونظلم أنفسنا وكل نفس وما نفعله منذ آدم وحوّاء ما هو إلاّ حفر القبر من الذل ومن القهر… نترك الأنبياء ونجري خلف الأغبياء… ارحمنا يا الله ونوّر دروبنا وقبورنا وقلوبنا المتجهة إليك… علينا أن نتعرف على النبع الداخلي… نبع المعرفة… نبع العلم والحكمة والدين… إن علماء الجسد أي الطب البشري تأكدوا بأن الأمراض الجلدية بنوع خاص لها تأثير مباشر من مرض جلدي يحصل على سطح الشمس… يدعى الكلف الشمسي… ونحن أيضاً حتى باللغة العامية نقول عندي كلف على وجهي أو على جسدي… هذا المرض الشمسي يؤثر على سكان الأرض وعلى الطبيعة… كلما ازداد هذا المرض على الشمس يزداد على البشر والعكس صحيح أيضاً… ما هو السبب؟ كل إحدى عشر سنة يحدث هيجان أو اضطراب على سطح الشمس… وتعكس علينا الحروب والإزعاج وتعكير الأجواء… والسبب؟؟ إنما الأعمال بالنيات… هذا من تفكيري… حمّلَني الأمانة ولست بأمينة على هذه النعمة… لنراقب دورة الحروب… لا سلام في القلب ولا سلام على التراب… حرب وتحضير للحرب وحرب… ونحصد الأمراض والدمار… والحرب لها أشكال مختلفة… المجاعة… الانفعالات الأرضية والفضائية… الانتفاضة من قعر المحيط وقلب الأرض… لغة الطبيعة قاسية لا تَرحَم بل ترجُم لأنها هكذا تعلِّم… انتبه يا إنسان .. أنت ضيف عند أمك الأرض وستعود إليها وتسكن في جوفها… اللهم وسِّع قبورنا بأعمالنا وبرحمتك التي وسِعَت كل شيء… وأنا شيء… انظر إلى تاريخ اليوم… حرب… دمار… وباء… ثورة فكرية… ثورة فعلية…. وتدور الحرب ونبدأ من جديد بسلاح أعنف ولا نعرف من هو السبب !!! سامحوني إذا أزعجتكم وشاركتكم ألمي والقليل من علمي وما هو إلاّ علم من الله لجميع مخلوقاته والمشاركة محبة وتذكير وإعادة فحص الضمير لتحسين المصير… نعم… الكون جسد واحد… كلنا مسؤولين عن النفس… كلنا انطوى فينا العالم الأكبر… لماذا لا نَعي هذه النعمة وهذه المسؤولية ولماذا لا نحاسب أنفسنا الآن قبل فوات الأوان؟؟ أمسك بيدي كما تمسك الأم بيد طفلها ومعاً سنعبر هذا الممر وسنزرع النور بدلاً من العتمة، والسلام بدلاً من الحرب… والحب بدلاً من الغضب… هذا دور الإنسان مع الأكوان ومع أخيه الإنسان أينما كان… إن العلم هو وسيلة اليوم في جميع إنحاء العالم… وعلّمَ الإنسان ما لم يعلم… لنتعلم معاً… إن علم التنجيم ليس سحراً أو شعوذة ولكن ما تراه اليوم في كتب الأبراج وعلى وسائل الإعلام هو نقطة من بحر هذه العلوم… نقطة ملوثة ميتة لا حياة فيها إلاّ للتجارة… العلم هو وسيلة لمعرفة العلاقة بين الإنسان وكل ما هو دون الله حتى يتصل بالله ويتوحد ويموت به… إن العلاقة بين السبب والنتيجة هي من أفكارنا… التاريخ هو من صنع يدينا… الآن هي بذرة المستقبل… والآن هي نتيجة الماضي… التاريخ لا يعيد نفسه بل أنت وأنا نعيده لأننا لا نزال ندور في دوّامة من الجهل… نرى باب الحكمة ولا ندخله… نعرف باب مدينة العلم ونتجاهله… المفتاح بين يدينا ونرميه… فإذاً من هو المسؤول؟؟ كل إنسان يحمل المستقبل في العقل… كل إنسان أمٌ تحمل جنين في رحم الحنين…. الولادة قريبة وستراها غداً وهي موجودة الآن في أنفسنا… مَن عمل مثقال ذرة خيراً يرَه ومن عمل مثقال ذرّة شرّاً يرَه… ماذا تريد أن ترى؟ أريد أن أرى السلام… أريد أن أعيش الصحة والصحوة والسعادة… معك حق وأنا أيضاً معك… ولكن من أين سنبدأ؟ من الآن… إذا لم نبدأ الآن متى ستبدأ؟ وإذا لم يكن أنت وأنا مَن سيكون؟ مَن الذي جمعنا؟ الكتاب؟ ما أكثر الكتب… وماذا فعلنا بمكتبة البصرة؟؟ أول ما تُدمّر أثناء الحروب هي الحضارة والعلوم والتاريخ… ولكن الحقيقة هي في الداخل… والمفتاح في الداخل والزمن حاضر الآن الآن وليس غداً… كل غد سيكون الآن… لماذا نؤجل الفرح؟ لماذا لا نفجّر الفجر الآن؟؟؟ تنفس يا أخي القارئ… الَنفَس هو الأم… هو الحياة التي تصلنا وتصحّينا وتدعونا إلى النهضة الداخلية وسنرى العالم الأكبر فينا… نعم… هذه حادثة حقيقية… قبل ثلاثة أيام من اغتيال الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن رأى حُلماً بأنه سيُقتل وشاهد جسده على السرير في البيت الأبيض جثة تنتظر مراسيم الدفن… وقرأ رقم الغرفة… نهض مبتسماً وخبّر زوجته هذا الحلم وعاد إلى النوم… وتحقق الحلم كما شاهده بالتفصيل وتعجبت زوجته ولم يرَ العلماء أي شرح لهذا الإنذار… لقد حصلت الحقيقة ثلاثة أيام قبل أن نراها… كيف زرعت البذرة؟ هل الذي رآها هو الذي زرعها؟ ما هذا السر؟ هل العلم يشرحها؟ نعم الدين شرحها ولكن العلم ماذا يعلم عن هذه الإشارة؟؟ الحلم هو لمحة عن الحقيقة التي حصلت ولكن لم نرَها بعد… إن التاريخ هو كتابك وكتابي… كل واحد منا حامل قدره على كفّه… على جبينه…. في قلبه… أنت كتاب الله المبين… لا تخَف… لا يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا… ولكن لماذا لا نقرأ؟؟ لنقرأ… إذا فتحنا شباك الحاضر… شبيك لبيك عبدك بين يديك… ما معنى هذه المقولة؟؟ اقرأ كتابك… الفرصة في الشباك… المستقبل هو جهلنا الآن… المستقبل هو الآن والأمس والغد والغيب… الآن.. ولكن مَن منّا يقرأ سر الآن؟؟ الآن وهنا… إن الرحلة بدأت من خطوة… وانتهت في أول خطوة.. زرعت بذرة زيتون… صارت شجرة أثناء الفكرة… إنما الأعمال بالنيات… والفكرة طاقة من نور سريعة التنفيذ… أنت وأنا ونحن جسد واحد في عالم واحد نتمنى الآن السلام في العالم… السلام فينا والعالم الأكبر فينا… والسلام من طبيعة حياتنا… التراب من طينة السلام…آدم وشجرة النخيل من طينة السلام…فإذا زرعنا النيّة والسلام آتٍ آتٍ رغم كل الصعوبات…. لنتذكر هذه الحقيقة إنها قصة واقعية… كان أحد الحكماء يحب الجدل مع تلاميذه… وكان يتنازع معهم بسبب هذه الوسيلة إلى أن تركه معظم أتباعه وفتحوا مدارس على حسابهم وبقي الحكيم مع قلّة من الطلاب… وفي إحدى الجلسات تحدث عن علم اللحظة… علم الفكرة إلى التنفيذ في الآن… زمن الآن… وقال لتلميذه… افرش لي الحصيرة في الخيمة لأن الريح الموسمية أتت… لم يرَ أحد الريح بعد ولكنه ذهب لفرش الحصيرة وإذا بتلميذ آخر يقول له لقد فرشت نصفها والمعلم يقول أن مجرد الفكرة تكفي لتحقيقها… أتركها وسنرى ماذا سيحصل… المعلم يكذب علينا وسنريه الفشل وذهب التلميذ إلى المعلم الحكيم ودار هذا الحوار… – لقد تركتها نصف مفروشة ولم تكتمل… – لأنها لا تسمع لجهلك بل لعملك…. أنت لا تزال جاهل… الحصيرة امتدت والرياح الموسمية أتت وأنت لا تزال تتنازع مع حالك وجهلك وتريد أن تبرهن لي بأنني على خطأ… الحصيرة دورها أن تتمدد وتستقبل أكبر عدد أو عدّة لتقوم بدورها… نحن لا نصنع شيئاً… نحن نتلقى أوامر من الله… هو الذي أمر ونهى ورمى… اذهب وراقب فكرك وقلبك… عندما ذهب التلميذ إلى الخيمة رأى هنالك رجلاً متمدداً على الحصيرة… يرتاح من تعب السفر ومن الرياح الموسمية… وشكر التلميذ وطلب رؤية المعلم الحكيم… ماذا فعل التلميذ؟؟ لم يفهم شيئاً… لقد غضب من حاله وشعر بالذنب وبالجهل… من هو هذا الحكيم؟ من أنا؟ من نحن؟ من هي هذه الحصيرة؟ ما هو هذا الكتاب؟ ما هي الكلمة؟… لا نعرف شيئاً ولكن عدم المعرفة هي المعرفة وهي الاستسلام إلى السلام… إلى مشيئة الله… إلى الحكمة الموجودة في القلب… إلى حقيقة إعقل وتوكل… العقل وسيلة الولاء إلى طريق الفناء والبقاء… إلى التأمل في أسرار هذه الآن وهذا المكان…
أرسلت في الأثنين 10 أكتوبر 2011