درج القدماء على الإستدلال بقرانات العلويين المشتري و زحل على الأحوال العالمية , وفق ترتيب معروف وهو:
1- القران الأعظم: و هو قران العلويين بأول الحمل و يدل على بدء عصر جديد يمتد لثمانية قرون , حيث أن الحمل هو أول البروج و بمثابة بداية
العام , فكأنه يدل على عودة الكون إلى النقطة الأولى , آخر قران أعظم كان بعام 1702م , بعض الاحكاميين يرون أن القران الأعظم هو القران الذي يتحول فيه العلويان إلى المثلثة النارية و إن لم يكن الحمل و على هذا يكون آخر قران أعظم بالقوس عام 1603م.
2- القران الأكبر: يكون عند تحول القران من مثلثة إلى أخرى كتحولها من الترابية إلى الهوائية أو من الهوائية إلى المائية , و يشترط لصحة التحول أن يكون أحد القرانين التاليين من نفس المثلثة الجديدة , مثال: التحول إلى المثلثة المائية يكون عقرب – سرطان – حوت أو عقرب – جوزاء – حوت أو عقرب – سرطان – دلو , هذا إن كان رأس القران المائي بالعقرب.
التحول من مثلثة إلى أخرى يكون كل 180-240 سنة غالباً.
3- القران الأوسط: و هو عودة القران إلى برج القران الأكبر , أي إكمال دورة كاملة في الفلك بين بروج المثلثة الواحدة و يكون كل 60 سنة.
4- القران الأصغر: و يكون كل 20 سنة.
القران الأكبر هو أيضاً في نفس الوقت أوسط و أصغر.
ترتبط لك مثلثة بطبيعة معينة للاحداث:
فالنارية ترتبط بالممالك الكبرى و الإستبداد الملكي و الأرستقراطي كنظرية الحق الإلهي المقدس , كما يرتبط القران الناري بروح المغامرة.
و القران الناري هو مثلثة برج القران الأعظم بالحمل , و لذلك يدل على عمارة العالم و نموهو قوة الملوك و تسلطهم , و لذلك كان العصر الذهبي للمالك الأسرية كدولة آل هابسبورغ و دولة آل رومانوف و آل بوربون و غيرها من الممالك التي حكمت بلاد واسعة لا يجمعها إلا الولاء لأسرة ملكية , و لذك تسمى بالبروج الملوكية.
و الترابي: يرتبط بالطبقة البرجوازية و بسيطرة العقلية المادية و الإهتمام بالمال و حيازته , كما ترتبط بالمنظمات السرية الباطنية كالماسونية و إخوان الصفا و فرسان الهيكل.
و الهوائي: يرتبط بإنقلاب شامل في حياة العالم و تغير النظام العالمي تماماً و سقوط الملوك و أصحاب القوة عموماً و تبدلهم , التراجع الحضاري المرحلي و تحول مركز الحضارة من مكان إلى آخر و سيطرة حياة البداوة و الفوضوية السياسية محلياً و دولياً و لعله يرتبط كذلك بالعقاب الإلهي للأمم الظالمة , فعاد عوقبوا بالريح العقيم و ثمود بالصيحة و رمسيس الثاني الذي يقال أنه فرعون موسى كان هلاكه ببداية القران الهوائي , فهو الإعصار الذي يقلب العالم رأساً على عقب كما سنرى في هذا الموضوع.
فالقران الهوائي مقابل لقران مثلثة القران الأعظم و لذلك يدل على انقلاب النظام العالمي و سقوط الملوك و أصحاب القوة وقد يصاحب ذلك نقصان عام في العالم , فإذا كانت المثلثة النارية هي مثلثة الملوك فالهوائية هي مثلثة الخوارج و الثوار.
و اما المائية: فترتبط بسيطرة التفكير الروحاني و اللاهوتي على الناس و الميل للصلاح و التدين , و لذلك ارتبطت بالنبوات و خصوصاً بالإسلام , و في هذا القران يستعيد العالم ما دمر في القران الهوائي.
أما تغير القوى العالمية فيكون بدلالة الجهة أو العرق أو الملة:
فالناري: يدل على أواسط آسيا و العرق التركي , و يدل أيضاً على المجوسية و لذلك ظن بعض المجوس أن عودة القران الناري في 769م سيدل على ثورة مجوسية كبرى تندلع من المشرق لتدمر دولة العرب و الملة الإسلامية.
و قد يدل القران الناري على دول جنوب أوربا كإسبانيا و إيطاليا.
و الترابي: يدل على اليهود و النصارى و يدل على غرب العالم (أوربا و أمريكا).
الهوائي: يدل على العرق الآسيوي عموماً من المغول و الهون و من شاكلهم من أقوام الإستبس الآسيوي البدوية و لعله يدل أيضاً على الصينيين و عموم الآسيويين , و يدل أيضاً على شمال العالم بما في ذلك روسيا رغم أنها آرية من الناحية العرقية.
المائي: يدل على الشرق الأوسط و الساميين عموماً و خصوصاً العرب و من الأديان الإسلام حتى لو لم يكونوا عرباً كالعثمانيين.
غالباً تبدأ دلالات القران بالظهور في الدور الأوسط للقران الاكبر أي في الستين سنة الأولى في بعض الأحيان , قد تبدا الدلالة بالظهور قبل القران إن كانت دلالته قوية بالقران الأوسط السابق للقران الأكبر أي في الستين سنة السابقة , ففي الغالب تظهر الدلالة في +-60 من القران الأكبر.
و كملاحظة عامة ترتفع سرعة حدوث الدلالة:
1- إذا كان برج القران في مربعة الطالع , و بدرجة أقل إذا كان برج القران موالي لمربعة الطالع و بدرجة أقل إن كان برج القران زائل عن مربعة الطالع , و المقصود بذلك بالنسبة للقران الأكبر في هيئة قبة أربن
2- إذا وقع القران بوتد و بدرجة أقل بمولى وتد و بدرجة أقل بزائل.
3- إذا كان مستولي القران بوتد.
4- إذا كنت أدلة التغيرات الجذرية بالأوتاد و هي:
– المريخ كوكب الحروب و العصبيات , و إذا كان ببرج ناري او بالعقرب أو بالجدي فإنه يدل على كثرة الحروب.
– أورانوس كوكب التغيرات و الثورات.
– بلوتو كوكب الدمار و التحول الجذري.
5- إذا نظر مستولي القران أو صاحبه إلى درجته.
كلما زاد استجماع هذه العوامل أسرعت الدلالة و ارتفع احتمال حدوثها.
و القران الأصغر ينشط دلالة القران الأكبر او الأوسط إذا كانت أدلته قوية و واضحة كما سنرى.
و أيضاُ يعرف سعادة القران من الإثني عشرية التي يكون فيها , فإذا كان بإثني عشرية نارية أو مائية فالإستعلاء للمشتري لأن القوس بيته و الأسد وبال زحل و الحمل أفوله فيكون المشتري بكل الاحوال أقوى , و اما المائية فلكون الحوت بيت المشتري و السرطان شرفه و العقرب في تثليثهما و العكس يستعلي زحل في الإثني عشريات الهوائبة و الترابية.
مثال: قران الملة كان بإثني عشرية القوس من العقرب فاستعلى المشتري
القران الناري عام 769م كان بإثني عشرية الأسد من الأسد فاستعلى المشتري و دل على التوسع الحضاري الكبير في العصر العباسي.
و القران الهوائي عام 1186 كان بإثني عشرية الدلو من الميزان فكان المستعلي زحل فدل على نقصان العالم ككل.
و القران المائي عام 1424-1425 كان بإثني عشرية الثور من العقرب و هي تناسب زحل أكثر لكونها في تثليث بيته و لذلك لم يكن لهذا القران أثر حضاري كبير بل دخل أصحابه – المسلمون – في سبات حضاري طويل و الدولة العثمانية التي دل عليها كانت غالباً دولة فتوحات و ملك و حروب و لم تقدم إنجازاً حضارياً يذكر.
القران الترابي عام 1801 كان بإثني عشرية العقرب من العذراء و لذلك استعلى المشتري فكان التوسع الحضاري الكبير خلاله
و المقصود من استعلاء المشتري استعلاء طبيعته النامية على طبيعة زحل الماسكة بالنسبة للعالم ككل و ليس بالنسبة لامة معينة , فيكون دورة توسع حضاري عالمي في الأولى و العكس في الثانية.
و تعرف الأمة المرتفعة في أي قران من:
– برج القران يدل على الملة أو المنطقة أو الجهة أو العرق , و العبرة بالدلالة الأصلية و ليس العرضية , فإسرائيل ارتبطت بالقران الترابي و كون طالعها العقرب لا يربطها بالقران المائي لانه عرضي و إنما ننظر لطالع اشعب إسرائيل الأصلي.
– أوتاد القران تدل على الإقليم و تخصص الدلالة أكير.
– الكوكب المستولي أو المستولية تزيد في التخصيص , و هي تدل كذلك على الأحداث الرئيسية.
– بيت القران يدل على موضوعه و كيفية تأسيس إمبراطوريته , القران بالتاسع يدل على ملة و بالعاشر يدل على إمبراطورية كبرى و الثاني يدل على قوة إقتصادية و الرابع فكر قومي و السابع حروب