علم التنجيم – التنجيم الاستوائي

المدرسة البابلية واليونانية على لسان بطليموس
الفئات الأساسية للكواكب: في كتابة المقالات الاربعه يصنف بطليموس الكواكب كالتالي: السعود (المشتري والزهرة والقمر)
النحوس (زحل والمريخ)
الشمس وعطارد قد يكونا سعودا أو نحوسا

المذكرة (الشمس و زحل والمشتري والمريخ)
المؤنثة (القمر والزهرة)
عطارد قد يكون مذكرا أو مؤنثا
النهارية (الشمس و المشتري وزحل)
الليليه (القمر والزهرة والمريخ)
عطارد قد يكون نهاريا أو ليليا
هذه هي الأساسيات بالرغم من وجود بعض الاختلافات بين الادلة المختلفة وحتى من وقت الى اخر سنناقش البدائل مثلا يعتبر القمر نحسا اذا كان ناقصا في نوره ولكن هذا يبدو انه تطوير أتى بعد بطليموس. بصورة عامة الكتاب اللاحقون اتبعوا الفئات العليا حتى القرن العشرون.
اعتماد تصنيف بطليموس للكواكب على الكيفيات الأربعة حار، بارد ، رطب و يابس هو جزء من الفيزياء الكبرى العائدة له والتي تحول الكيفيات الأربعة الى العناصر الأربعة التي نراها على الأرض و نجدها أيضا في البروج ولكننا قد ذكرناها في الفصول السابقة.
ويجب التنبيه ان بطليموس ينقل ما وصل اليه عن طريق البابلين الذين اسسوا هذا العلم لذا فان اراءة مهمه جدا لمعرفه ما وضعه مؤسسوا هذا العلم
النحوس/ السعود:
أصبحت عادة بين من يتبعون التنجيم الغربي النفسي ان يعتبروا هذا التفريق بين السعود والنحوس غير مهم أو خاطيء, رفض المفرطي في التفاؤل الاعتراف بأن المحن والمصاعب تحدث وانها حقيقية ولها سبب ويمكن توقعها (حتى وان لم نتمكن من تجنبها دائما) هو وهم ظاهر يبتلي به التنجيم الحديث ويؤدي الى قسوة كبيرة وعدم مراعاة لشعور الاخرين. التنجيم الحديث هو وضعية ثقافية مبنية على جهل بالحياة الحقيقية. لا تحتاج أن تكون منجما حتى ترى بأن حياتنا هذه يختلط بها الجيد والخبيث. تنجيميا، الجيد هو ما يدعم ويرعى الحياة والنمو والراحة الجسدية و الدعم المتبادل بين الناس. الخبيث هو عكس هذه الأمور فهو يحب الموت والدمار والالم وعدم التوافق والمرض والقسوة. قد يكون من وجهة نظر الحكمة المستنيرة ان كل شيء جيد وبأنه حتى النحوس تساهم في مشيئة الله ، ولكن قبل أن نصل الى مثل هذه الحكمة و نعيش في هذا المستوى الروحي السامي ، أي نكران للبلاء هو جهل كبير ان لم نقل جنون.

عمليا يجب ان نتعلم كيف نفرق بين الحدث كجيد أو سيء. يجب ان نكون قادرين على اخبار المستشير اذا ما كان سيكون هناك ثراء أو فقر في المستقبل. يجب ان نكون قادرين على ان نفرق بين الصحو والمرض، بين الحب والانتهاك ، بين الحياة والموت. التلاعب بالكلمات من أجل أن نخفي جهلنا لا يخدم أحدا.

الذي يجب أن نطمح اليه والذي يريده الناس هو الصراحة والصدق. هذا هو كل ما يطلبون. لذلك يجب ان نرد عليهم بكلام صادق وصريح نعبر عنه من خلال كلام بسيط وعادي، وليس كلمات غير مفهومة وتحتمل أكثر من معنى واللف والدوران والكلام المثالي الغير واقعي.

هذا المنهج يريكم كيف يمكنكم تحقيق الصدق والدقة والامر راجع لكم بالنسبة الى الالتزام بالكلام الواضح. التفريق بين الكواكب النحسة والسعيدة هو ضروري وطريقة مهمة لتحقيق هذه الأمور. ملاحظة الطبيعة يظهر لكم كيف يعمل النحس والسعد.

يقول بطليموس
من الكيفيات الأربعة التي تم ذكرها في الأعلى –  والتي هي بالطبع الحارة والباردة والرطبة واليابسه –  اثنان منهم مغذتيان وخصبتان ، تحديدا الحرارة والرطوبة ، حيث انه من خلالها كل المواد تتحد وتتغذى. الكيفيتان الاخريتان ضارتان ومدمرتان ، أي اليبس والبرودة. بسببهما كل المواد تعفن وتتفسخ. لذلك فان كوكبان اثنان بسبب كيفيتاهما وبسبب تغلب الحرارة والرطوبة فيهما اعتبرهما القدماء سعدين او مسببين للخير وهما المشتري والزهرة، والقمر أيضا اعتبر كذلك ولنفس الأسباب، ولكن كلا من زحل والمريخ ينظر اليهما كنحسين ومن طبيعة مخالفة ومسببين للشر. الأول بسبب افراط البرودة والثاني بسبب افراط اليبوسه. الشمس وعطارد يعتبران ذا تأثير مشترك وينتجان الخير أو الشر مشاركة مع الكوكب الذان يكونان متصلان بهما

بامكانكم ان تروا هنا بأن طريقة بطليموس ليست طريقة نفسية ولكنها طريقة علمية وتعتمد في النهاية على ما هو جيد للجسم. الأجسام بالنسبة لبطليموس تتحد وتتماسك نتيجة للرطوبة والحرارة، اللحم يتخمر أو المواد ستتخمر وتتحرك وتنمو مثل اللحم الحقيقي مع كيفيات الحرارة والرطوبة. البرودة والجفاف تعرقل تطور الأجسام ولذلك فان تفريق بطليموس بين الكواكب الخيرة والشريرة ليس له علاقة بعلم النفس ولكنه مرتبط بالأحياة والفيزياء.
البيروني لديه التالي ليقوله:
بالنسبة للخيرات والشرور بسبب الكواكب فزحل والمريخ هما نحسان وزحل أكثر نحوسة والمشتري والزهرة سعدان والمشتري أكثر سعادة. المشتري يواجه زحل في ازالة التعقيدات النحسة كما تواجه الزهرة المريخ
الشمس سعد و نحس، سعد عندما تنظر وتبعد، ونحس عندما تقترن وتقترب. في التنجيم الهندي تعتبر الشمس نحسا.
عطارد ممتزج. هو يتاثر بالكوكب الذي ينظر اليه ولكنه اذا ما كان وحيدا فانه يميل الى السعادة
القمر سعدا بفضل طبيعته الخاصة، ولكن موقعه بالنسبة للكواكب الأخرى يتغير بسرعة بسبب سرعة حركته
على العموم يمكننا القول عن دلالات الكواكب السعيدة بأنها تعبر عن الفضيلة والسلام والكثرة و الخير والأخلاق الخيرة والسعادة و الراحة والتعليم. اذا كانت هذه التأثيرات قوية كانا أصدقاء لبعضهم البعض، أما اذا كانا ضعفاء فانهم يساعدان بعضهم البعض
في المقابل، النحوس تسبب الدمار والغطرسة والبؤس والحسد والغباء والشدة والقلق ونكران المعروف وقلة الحياء واللؤم والغرور وجميع الصفات المذمومة
اذا كانا قويين فانهما يساعدان بعضهما البعض في العداوة، واذا كانا ضعيفين فانهما ينبذان بعضهما البعض واذا كانا وحيدين فانهما يكونان كثيرا النشاط ولكن جبانين
الفرق بين النحوس والسعود هو غاية في الأهمية في التوقع وتحليل خرائط المواليد. متى ما قابلتم أحد النحوس فانكم ستقابلون مشاكل من نوع ما. السؤال هنا هو مدى النحوسة والنحوسة بالنسبة لمن في خارطة مولود أو أي نوع آخر من الخرائط. متى ما قابلتم السعود فانكم ستقابلون كما يقول البيروني السلام والكثرة والخير والأخلاق الخيرة والسعادة الخ. السؤال هنا لمن ولأي درجة؟ لأي درجة هي مسألة تعتمد بصورة كبيرة على حظ أو ضعف الكوكب. هو أيضا يعتمد على مواقع الكواكب واذا ما كانت في وتد او ما يلي وتد او ساقطة عن وتد. اذا كانت السعود نحوسا بسبب موقعها فانها مهما كان ستظهر وجهها السعيد. هذا جزء من طبيعتها الفاسدة او المشوهة. هذه الكواكب والناس التي ترمز لهم في حياة المولود سيرغبون ويحاولون في ان يكونون جيدين ولكنهم في النهاية سياتون بتاثير سلبي. مبدئيا، سوف نستخدم القائمة التالية ولكننا فيما بعد سنتعلم عن الاستثناءات التي يكون فيها النحس سعد والعكس.
الكواكب السعيدة: الشمس والزهرة والمشتري ونبتون
الكواكب النحسة: زحل والمريخ واورانوس وبلوتو
الممتزجه: القمر وعطارد

 

 

بقلم  مناضل

ملحوظة:

جاء المقال من نهران لعلوم الفلك واحكام النجوم