علم «الفنغ شوي» الصيني يؤكد أهمية المكان على مزاج الإنسان وإبداعه

غريس سالم: علم «الفنغ شوي» الصيني يؤكد أهمية المكان على مزاج الإنسان وإبداعه
حوار – خليل قنديل

في زمن تكهرب فيه كل شيء، ونشط فيه التأثر والتأثير الكهرومغناطيسي من حيث البث والاستقبال بحسب الحاجة والضرورة، اضافة إلى ما يملكه الجسد الإنساني من طاقة كهربائية قد تتأثر سلباً أو ايجاباً بهذه الطاقة أو باشتباكات الطاقة الاشعاعية والكهربائية مع الكهرباء المتوفرة في جسم الإنسان، صارت مسألة دراسة الطاقة، والامكانات التي يمكن ان يستدل من خلالها الإنسان على ما هو المفيد أو اللامفيد في هذه المسألة، وكأنها ضرورة ملحة!
وصارت بعض العلوم المتعلقة بالباراسيكولوجي تبدو وكأنها مستلة من مخزون الاسطرة خصوصاً فيما يتعلق في هذا الجانب، اقصد جانب العلاقة الممتدة بين ما يحتويه جسد الإنسان من طاقة كهربائية ومعادن وما تحتويه الارض كنقطة ارتكاز لجسد الإنسان، وما يحيط بالأرض من افلاك وكواكب.

 

إن علم «الفنغ شوي» Feng Shui الصيني والذي بدأ يسترد حضوره في العالم يبدو ليس بعيداً عما اشرنا اليه سلفاً حيث تؤكد المستشارة جريس سالم الفلسطينية التي ذهبت إلى أصل العلم في الصين لتتعرف من أصحاب هذا العلم على حيوية العلاقة بين الإنسان وهذا العلم اضافة إلى اثره في تثوير الطاقة الروحية لدى الإنسان، وخصوصاً الإنسان باعتباره مبدعاً – وعلاقة الحيز المكاني الذي يقيم فيه المبدع بالمؤثرات المادية المكانية التي يقيم فيها.وفي تعريفها لهذا العلم تقول غريس سالم بأن تاريخ الفنغ شوي يعود في اصله إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد موضحة ان الصينيين بدأوا يهتمون وقتها بدراسة القبول على أساس انها مكان الاجداد حيث اعتقدوا بتأثيرها على خطة السلالة.

وتؤكد سالم التي تلقت علم «الفنغ شوي» من معلمين مثل دوليف روجرجريف وروبرت زاكس وهيلين جيمس جي، وغيرهم ان الفراعنة في عام 2500 ق.م اقاموا قبورهم «الاهرامات» حسب نظام الحيز الارضي المتصل بهذا العلم، مشيرة إلى أن بناء الاهرامات الثلاثة قد تم اعتماداً على مواقع ارضية لها خصوصيتها من حيث التأثر والتأثير.

وتقول سالم بأن بعض الأماكن في العالم لها خصوصيتها من حيث فعالية هذا العلم في مكانها، وان مدينة «القدس» هي واحدة من ثلاث مناطق هي منطقة في جنوب أمريكا ومنطقة التيبت موضحة ان مناخ منطقة القدس تتوفر فيه مادة «السيروتنين» التي تغذي الدماغ وتؤثر على الهرمونات بشكل ايجابي وفعال.

وتذهب سالم إلى أن طبيعة المكان الذي تقيم فيه له الاثر الكبير على امزجتنا وقوانا الروحية والابداعية منوهة إلى أن القواعد الاساسية لعلم الفنغ شوي تعتمد على قاعدة «الباغو» وهي تعني الرقم «8» باللغة الصينية وهي زوايا الحياة التي تكمل بعضها، والتي يمكن تقسيمها على النحو التالي: الكرير: مهمتك الوجودية والحكمة من خلقك وعملك، وتكريس حالة التعاون في الخبر والمساعدة لصالحك، والابداع بكافة اشكاله، وعلاقة المرأة والرجل كأساس للحياة، ومكان الشهرة، ومكان نتيجة الجهد الإنساني المؤدي للثراء والشهرة ومكان السلالة والعائلة الصالحة وما يمكن ان يستفاد منها من عافية في الروح والطاقة، ومكان الحكمة والعلم والثقافة الذاتية. وبخصوص علاقة هذا العلم بالعمارة تقول سالم: لقد اصبح هذا العلم من العلوم الضرورية في الغرب منوهة إلى أن الاستشاريين وطلاب الهندسة يساعدهم هذا العلم في تقرير شكل العمارة أو المبنى وتحديد اتجاهات ومواضع فتحات المبنى، موضحاً أن هناك مبادئ للبناء في الفنغ شوي تتمثل بالمداخل، الاتجاهات، نوعية استعمال البناء، سكان البناء وموقع الارض، مؤكدة اهمية مداخل البيوت ومنها العتبات مشيرة إلى أهمية العتبات من خلال العادات والتقاليد المتبعة مثل تسمية القبة باسم الله لمباركة العبور إلى الابنية والبيوت.

وفي توضيحها للفظ العلم ومصطلحه تقول بان الترجمة الحرفية للكلمة حسب اللغة الصينية هي (الهواء والماء) وهو كل ما تحتاجه الكائنات الحية للعيش حيث ان الماء جزء اساسي للحياة مستذكرة قول الله تعالى {وجعلنا من الماء كل شيء حي}.

اما بخصوص طبيعته فتقول غريس سالم هو علم وفن وقوانين وهو علم الحيز في المساحة، وكل ما نختاره في موقع معين، وقد انتقل هذا العلم شفوياً عبر الاجيال ويكمن اساسه على تأثيرات ذبذبية من الكرة الارضية معاش الإنسان، مؤكدة ان قوانينه تتعلق بالحسابات المعقدة والدقيقة جداً باستعمال البوصلة الصينية، وأيضاً تتعلق بالاشكال وتأثيراتها والمواد المحيطة وانسجام الألوان.

وحول سر الاقبال على هذا العلم تقول سالم: «ان الله اعطى الإنسان موهبة القدرة على استكناه روحه، وقد كان توجه الإنسان عفوياً إلى داخله لكن التطور العصري الذي عاشه الإنسان المعاصر قاده إلى اهمال امكاناته الذاتية والروحية والاتكاء على التكنولوجيا، مما جعله يبتعد عن فكرة انهاض القوى الروحية الكامنة اصلا داخل كل إنسان، وأنا من خلال تواصلي مع هذا العلم احاول ان اقود الإنسان إلى تنهيض طاقاته الداخلية وتحفيز طاقاته.


أرسلت في الأثنين 04 أغسطس 2008