قراءه في الكواكب ( المشتري )

اثار كوكب المشتري
اثار كوكب المشتري

قراءه في الكواكب ( المشتري )

التوسع، والتضخم، والمبالغة، والحكمة، والثروة، والمعنى، والعقائد بكل أنواعها. والرؤيا، والإيمان، والثقة. والطمع.
وفي بعض مذاهب التفسير نجد أنَّ وضعيات المشتري هي الأسهل تأويلاً، لأنَّ إحدى أكثر خصائص المشتري الكبرى إعتماديةً هي الميل إلى تمديد كلّ ما يتلقى لمسته وتأثيره كائناً ما كان.
وتغدو أحكام الكواكب المتصلة بالمشتري أكبر ببساطة نتيجة لذلك الاتصال، وإنه لمن المهم تذكّر أنَّ الأكبر لا يعني بالضرورة الأفضل، فإن كان المشتري يزيد من حجم كل ما يقع في متناول يده، فهذا يعني أنَّه أيضاً يبالغ ويضخٍّم في أنماط الهيئة الصعبة أصلاً في خريطة ما، وغالباً ما يؤدي إلى تحويل علاقة مثيرة للقلق إلى أخرى تنطوي على خطورة شديدة
في خرائط الحوادث والكوارث على سبيل المثال، يكون المشتري دائماً حاضراً، وعلى نحو تقليدي في هكذا خرائط، توجد اتصالات بين الكواكب التي ترتبط بالعنف والحوادث – وهي المريخ، وأورانوس، وبلوتو؛ ولكن المشتري بكل تأكيد سيكون مهيمناً على تلك الخريطة.
هنالك عدة أسباب لتأثير المشتري، بما في ذلك حقيقة أنَّ هذه الكوارث تثير عدة مسائل على مستويات أخلاقية، ودينية، وفلسفية. وربما نذكر جيداً أنَّ زيوس كان إله الحرب، يرمي بالرعد والبرق، كما فعل من قبل، من أعلى قمة جبل الأوليمب. وبشكل أبسط، بإمكاننا تذكر أنَّ الفكرة تكمن في أنَّ المشتري سيوسع مدى ما يمسه من أحكام الكواكب الأخرى في خارطة البروج.
فموقع كوكبنا المشتري من البرج، والبيت والهيئة الفلكية يصف المكان الذي قد نقصده إن كنا نبحث عن الزيادة، والانفتاح ولنكتشف الهدف من الحياة. وحيث ننشد الانفتاح والنزعة الاجتماعية والتوسع في الأعمال، وكذلك الأمور التي نحتاج معها إلى المزيد من المساحة الشخصية (الحرية) حتى نستطيع أداءها.
واكثر من أي شيء آخر فإنَّ المشتري يرمز إلى قدرتنا على التقاط المعنى، والمشتري يحثنا للنظر إلى ما وراء الحقائق الراهنة، والأوضاع الحالية ونرى المعنى الأعمق، والأهمية والهدف، وبوضوح تام، وهذا ما يلزم عمله إذا كنا نعتنق أي عقيدة (سواءً أكانت دينية، أو فلسفية، أو سياسية أو غيرها).
ففي كل وقت نحاول النظر إلى المعنى أو الهدف وراء أي حدث، نكون قد استحضرنا أحكام المشتري، أو البيت التاسع. عندما يتصل المشتري مع كوكب ما في خارطتنا الفلكية فنحن ننزع إلى إعمال الفلسفة حول الأشياء التي يمثلها ذلك الكوكب؛ فنتساءل عمّا قد تعنيه في الحقيقة أحكام ذلك الكوكب. وسنشعر بالحاجة إلى أن نفرد أجنحتنا في تلك المنطقة، ونأخذ كل ما نستطيع أخذه معنا في تلك الرحلة، ونعبر بها مسافات هائلة.
بوسع الوضعيات والزوايا التي يشكلها المشتري مع عناصر الخارطة الفلكية أن تخبرنا بالكثير حول طبيعة معتقداتنا، وبالأسلوب الذي نعبر به عنها. فيكون ذلك الأسلوب عنيفاً في وجود المريخ، وحذراً مع زحل. فالمشتري مع المريخ يوحي لنا بالنضال في سبيل معتقداتنا، والجهاد ضد معتقدات الآخرين، بينما المشتري في اتصاله مع زحل ربما يصفنا كمن يعمل جاهداً ليصل إلى مرحلة الإيمان بعقيدة ما في المقام الأول. والمريخ في اتصاله مع المشتري قد يصف الإيمان بالنصر، وبالقدرة على المنافسة، والإيمان بأهمية المبادرة، بينما ارتباط المريخ بزحل قد يصف الإيمان بأهمية المسئولية، والثقة والإيمان بالمدرسة، والمادة، وما يمكن للمرء أن يراه. وعليه فإنَّ العلاقات مع المشتري قد تكون لها دلالات كثيرة حول ما نعتقد فيه، وكيف نتعامل مع معتقداتنا. وإيجاد المعنى والهدف من الحياة هما حاجتان – من فرط أهميتهما- نخشى أننا لن نستطيع أبداً إيفاءهما ما تستحقان من تقدير.
وبإمكاننا تجاوز كل أنواع الفظائع والآلام في حياتنا إن كنا نؤمن بأنّ معاناتنا تأتي في سبيل أحد الأهداف السامية جداً. فنظام الإيمان العالمي الرئيسي هو الدين، واتصالات كوكبنا المشتري ستكون بذلك ذات دلالات متعددة فيما يخص علاقتنا مع الله. مهما كان ما تعنيه تلك المفردة لنا كأشخاص، فالمشتري أيضاً يشير إلى كلٍّ النظم العقدية، وليس فقط الدينية، بل – ومن المؤكد- كل أنواع العقائد التي يمارسها الناس بحرص ديني- كالسياسة على سبيل المثال.
ولطالما تم إخبارنا بأنَّ البشر قد صنعوا آلهتهم على صورتهم هم، وعليه فإنه من الواضح أنَّ اتصالات المشتري تصف أيضاً كيف وإلى أي مدى قد نميل إلى “لعب دور الإله” في حياتنا. وعندما نؤمن بأنَّ ديننا هو قانون الإيمان لا نكون فقط متعجرفين بل أيضاً “نلعب دور الإله”. ومن المؤكد أنَّ هذا الأمر عبارة عن تشويه لحكم المشتري، وهو الذي يعرف في الحقيقة أنه يجوز استخدام لفظ “الله” ليمثل الكل: كل العبارات الدينية أو الشعائر: كل الميول السياسية، وكل وجهات النظر المختلفة بالعالم والتي يتفق معها الواحد منا أو يختلف.
واتصالات المشتري مع الكواكب الأخرى أو حاكم بيتنا التاسع، تشير إلى طرق التفسير الخاطئة لأحكام المشتري، وكذلك للطريقة التي يعمل بها نظامنا الشخصي العقائدي. فالزوايا السهلة ربما تدل على حقيقة أنَّنا قد نكتشف أحد معاني الحياة على الرغم من الرضا عن ما نؤمن به. ومع الزوايا السهلة يكون الآخرون أقل ميلاً لمعارضة قناعاتنا لأنها تمثِّل أقل مواقفنا مقاومةً.
حيث يمكننا الاعتماد على ما يدعمنا، أكثر من قناعاتنا التي قد نشعر حيالها بعدم الراحة إلى حدٍ ما، وعليه قد نميل إلى المبالغة في التعبير عن ذلك. أما الاتصالات الصعبة فعادة ما تدل على افتقارنا إلى الوضوح بشأن معتقداتنا والدقة في تحديدها، وأنّها ربما تُقابل بعدم الترحيب من قبل الآخرين. وعلى المدى الطويل فإنَّ مثل هذا الرفض قد يزيد من مرونة نظامنا العقائدي. وخلافاً لذلك نجد أنَّ الزوايا الصعبة، وفي بعض الأحيان، الاقترانات قد تعني وجوب بذل المزيد من الجهد في سبيل العثور على معنى الحياة الذي نبحث عنه. أو المغامرة بحياتنا في سبيل إثبات صحة ما نعتقده ونؤمن به.
فالمشتري يجسد الإيمان في معناه الأكبر، وهو كذلك يرمز لمشاعرنا تجاه القناعة الداخلية، والثقة والبهجة. فعندما يشكل المشتري زاوية معتدلة مع كوكب ما في خارطتنا الفلكية فسنشعر بشكل عام بانشراح وتفاؤل، فيما يخص الجوانب المتعلقة بأحكام الكواكب.
ومع الزوايا الصعبة فإنَّ المشتري يعمل على أن يدفعنا للمبالغة في التفاؤل في ذلك الجانب، أو الشك في مدى إيماننا الداخلي. ولكن على أية حال فنحن نشعر بضرورة أن نجرب حظنا في هذا المجال.
ويرمز المشتري إلى الحكمة أيضاً، ويلزمنا اكتساب المعرفة والمعلومات حتى نكون حكماء، بل علينا أيضاً أن نمتلك القدرة على فهم هذه المعرفة والمعلومات على ضوء الكل الأشمل: فالمشتري يرمز لتلك الأداة التي تمنحنا الاستعداد لرؤية الفكرة العظمى، والمضامين الأوسع للأشياء. وبرؤية هذه المضامين الواسعة نكون في موقف أفضل لتكوين أحكام تتسم بالحكمة.
والزوايا تصف أيضاً ما يعوّقنا، أو يزيد من سرعتنا أو يقف في طريق أمام اكتسابنا القدرة على إلقاء لمحة خاطفة تجاه الصورة الكبرى.
كما يعرف المشتري بارتباطه بسعة أفق المرء، وفهمه وحكمته، وحاكميته تكون على السفر الطويل والتعليم العالي، فكلٌ منهما يوسع من مدارك الإنسان. ومواقع الكواكب بالنسبة للمشتري والكواكب في البيت التاسع وحاكميه لها دلالات كبيرة حول شغفنا بالسفر والتعليم وتجربتنا معهما. فأينما وُجد المشتري فهنالك ميل للطمع. وعندما يتصل المشتري بكوكبٍ ما في خريطتنا فنحن نميل إلى عدم الاكتفاء والرغبة في المزيد ” وربما نعطي المزيد” أو مهما يرمز إليه الكوكب. وفي معظم الأحيان هي منطقة تتاح فيها الكثير من الموارد وتصبح في متناول أيدينا. فالمشتري مرتبط أيضاً بالثروة، وعندما نكون أثرياء فنحن نملك العديد من الأشياء الثمينة، ووضعيات المشتري ستخبرنا عن مدى السهولة أو التعب الذي لقيناه في سبيل حصولنا على تلك الثروة والاستفادة منها وإدراكها. وسيتبين لنا أيضاً بمساعدة البرج وموضع البيت ما يمكن أن تكونه طبيعة هذه الثروة في الواقع.

المصدر : الاتصالات في التنجبم 

المؤلف : المنجمة (سي) سو تومبكنز 

Aspects in Astrology
A Guide To Understanding
Planetary Relationships
in the Horoscope
SUE TOMPKINS