احكام البيوت من كتاب احكام النجوم المعاصر

احكام البيوت في التنجيم
احكام البيوت من كتاب احكام النجوم المعاصر لسو تومبكينز

البيت الاول
على سبيل المثال، قد يكون برج السرطان صاعداً في خارطتك، الشيء الذي يشير إلى أنك تخرج للعالم رغبةً في رعاية وحماية شخص ما أو شيء ما. إن وقع القمر (حاكم السرطان) في البيت العاشر، فإنَّ النزعة الشديدة للحمائية تميل إلى التمظهر بشكل قوي في دورٍ (البيت العاشر) وظيفي أو مهني.
أي هيئات تتشكل بالنسبة لمحور الطالع، خاصة إن كان وقت الولادة معطىً بشكل دقيق، وكانت الهيئات من النوع الحرج.
الطالع والبيت الأول يصفان مقاربتنا في الحياة، وكيف نعانق عالمنا القريب. إنها “نظرتنا” الشخصية التي نقارب بها الحياة، عدساتنا التي نرى بها العالم، وينظر العالم إلينا من خلالها. وقد يفيد التشبيه هنا. تخيل نفسك واضعاً منظاراً بعدسات زرقاء اللون، بالتالي عندما تنظر للعالم سيظهر كل شيء بلون أزرق. من ينظر إليك من الناس سيراك بلون أزرق أيضاً. على الرغم من أنك لا تدرك ذلك، فقد يكون الآخرون ينظرون إلى العالم نفسه الذي تنظر إليه، لكنهم سيرون الأشياء بشكل مختلف بسبب أختلاف لون عدساتهم أو نظاراتهم. ما يعزز من مواد البيت الأول والطالع هي الشخصيات المهمة في الطفولة، فنحن نتلقى ( أو نستخلص على الأقل) الرسائل الإيجابية للتعبير عن أنفسنا بأسلوب هذا البيت ممن يحيطون بنا. فالبيت الأول وعلى وجه التحديد زاوية الطالع نفسها، تصف في أغلب الأحيان الظروف المحيطة بالولادة الفعلية، بما في ذلك من كان هناك وما قيل عندئذٍ. وإلى حدٍّ ما، سوف تصف أهم تجارب الطفولة المبكرة في ما يتعلق بالأحداث والمشاعر على حدٍ سواء. فتلك التجارب الأولى هي ما يلون مواقفنا للاجتماع بمحيطنا المباشر، ومن يتواجدون ضمنه أكثر فأكثر، كما لو كنا دائماً نتوقع أن يكون الأمر على ذلك النهج.
قد يكون من الصعب في بعض الأحيان فهم الرابط بين التجارب الأولى والطريقة التي نتعامل بها مع العالم، ولكن هنالك في العادة رابط واضح. تخيل أنك ولدت في ساعة انهمار المطر (تجربة باكرة)، عندها ستكون هنالك احتمالية كبيرة لأن تخرج إلى العالم حاملاً مظلة (كيف تقابل العالم)ّ!
الطالع والبيت الأول يصفان في بعض الأحيان نمط الشخصية، الشيء الذي يعني حرفياً ” قناع الممثل”. هذا يشير إلى أنَّ البيت الأول يصف النفس الزائفة، وهذا ليس هو ما يحدث فعلاً. الحقيقة أنَّ البيت الأول يصف تلك المنطقة من أنفسنا التي نكون مستعدين للكشف عنها دائماً. إنها جزء من شخصيتنا التي نظهرها. إنها ما نضعه في الواجهة، كمحارب يقف وراء درعه. يمكنك أن تعتقد أنَّ البيت الأول يصف ديباجتك، أو عنوانك، كما يقول الكثير عن الانطباع الذي نودعه أذهان الآخرين ووجدانهم. وفيما يتعلق بالكلمة “ديباجة”، عادة ما يرتبط البيت الأول باسمائنا، خاصة الأسماء الأولى، الألقاب، أو بشكل عام الاسم الذي نعرف به.
تخيل أنَّ كامل خارطة البروج هي بيت، بغرف نومه العادية، وغرف المعيشة، والمطبخ، والحمام وما إلى ذلك. كبيت ذي عدة غرف، تكون هنالك عدة مناحٍ لشخصيتك. هنالك أنت تلهو، وأنت في العمل، وهكذا دواليك، وكما وصفتك الكواكب والبيوت المتعددة. باستخدام هذا الرمز، فإنَّ البيت الأول يصف الباب الأمامي، واجهة منزلك الذي قد أو قد لا تعطي دلالة حقيقية على شكل المنزل من الداخل. فالباب الأمامي هو المسار الذي يجب علينا أن نسلكه حتى نصل إلى العالم خارجاً. إنَّه أيضاً الطريق الذي ندلف به إلى أنفسنا، وعبره نسمح للآخرين بالدخول.
ومما لا ينسى أنَّ البيت الأول، مثله مثل بيت تلك العلاقة المهمة، السابع، لديه الكثير ليقوله حول أسلوب انتمائنا وارتباطنا. ما يلي فكرة الباب الأمامي كونه المخرج إلى العالم، عندئذٍ يمكننا أن نرى لماذا يعتبر البيت الأول هو الدليل على رحلتنا في الحياة( على الرغم من أنَّ الخارطة بكاملها بالطبع تصف رحلتنا في الحياة)، أو تصفنا كعجلة. إن كان تشبيه العجلة مناسباً للطالع والبيت الأول، فإنَّ الشمس في خارطتنا تصورنا في دور السائق، وحيثما يشرق قمرنا يضعنا في دور الراكب بل وحتى في دور المتاع.
يصف البيت الأول مشهد الخارطة ككل، وهو مبنيٌ على وقت دقيق للولادة. فوقت الولادة هي اللحظة التي يتجسد فيها الإنسان، أو الحيوان أو حتى المشروع المعين أو يبدأ في العالم بنفسه. عليه فإنَّ البيت الأول يسهم في التقوية، إن لم يكن الجسد المادي (يوصف الجسم أيضاً في العادة “هيكلنا”) ولذلك نجد أنَّ لديه تبعات على صحتنا. هذه هو بالتحديد ما يحدث مع زاوية الطالع.

البيت الثاني

يصف البيت الثاني أموالنا، وسلوكنا تجاهها، وطرق اكتسابها، وكيفية إنفاقه ووجوه هذا الإنفاق. وفوق كل شيء فهو معنيٌّ بقيمنا. إنّه بيت الممتلكات، أو ما يتعارف عليها اصطلاحاً بـ” المنقولات” وهي الممتلكات التي يمكننا نقلها من مكان إلى آخر. فالبيت الثاني لا يصف ما نملك من منازل أو مساكن بالفعل وذلك لأنّه ليس بملكية منقولة ، وهو مما يعنى به البيت الرابع. أما البيت الثاني فهو يضم تلك “الأشياء” التي نتماهى معها. تلك “الأشياء” التي تتمدد عليها ذواتنا. وربما رفعت الممتلكات من قدر صاحبها أو حطت منه. فالأموال والممتلكات هي الوسيلة التي نختارها لتوفير الدعم لأنفسنا. فممتلكاتنا وسلوكنا تجاه المال، وما نفعله بمواردنا، وكيف ننفق أموالنا كلها مؤشرات مباشرة على ما نثمِّنه أكثر في هذه الحياة.
فمواقفنا فيما يتعلق بالموارد عادة ما تقول شيئاً ما عن تقييمنا لأنفسنا. فإن كنا نتلقى أجراً مجزياً على ما نؤديه من مهامٍ، فسنشعر بالتقييم، وإن لم نتلقَّ أجراً مناسباً لما نقوم به من وظائف، فسنشعر بقلة الاعتبار. ويقول البيت الثاني الكثير عن مدى تقييمنا لأنفسنا. وهو يصف أصولنا، ولكن ليست أصولنا المادية فقط، بل الأصول الشخصية. فالكواكب في البيت الثاني تشير إلى صفاتنا التي يعتمد عليها الآخرون، وما يمكن الاعتماد عليه منها، وما يجعل الآخرين يثقون بنا. ما يقدر الآخرون من مزايانا، وما نقدره نحن في أنفسنا. وعوداً على موضوع الاستحقاق والجدارة، فإنَّ الكلمة “جدير” هي كلمة مناسبة جداً للبيت الثاني. ” هل هو جدير بذلك؟” إنه السؤال الذي قد نطرحه عندما نواجه بمهمة معينة أو خيار محدد. هل نولي المسألة التقدير الكافي بغضِّ النظر عن ماهيتها؟
أولى تجارب الإنسان مع الملكية تمثلت في اكتشاف الطفل لجسده. فحيازتنا لهذا الجسم تمنحنا شعوراً ما بأنَّ لنا في هذا العالم جذراً يضرب في الأعماق. وبشكل مشابه تماماً، تسهم ممتلكاتنا في منحنا ذلك الشعور بالأمان وأننا فرع من هذا العالم المادي، الشيء الذي نستمد منه الشعور بالاستقرار.

البيت الثالث

يرتبط هذا البيت بشكل تقليدي بكل أساليب التواصل- الحديث والكتابة، وتبليغ المعلومات بشكل عام. بالإضافة إلى أنه يحكم الرحلات القصيرة، الإخوة، والجيران وغيرهم ممن يتواجدون على مسافة قريبة من الفرد، وأبناء وبنات العمومة والخؤولة، وأبناء وبنات الإخوة والأخوات، والمدرسة والتعليم الأساسي. ويمكننا أن نجمع البيت الثالث في فكرة الانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب، سواءً أكان هذا الانتقال بدنياً أو نفسياً. من الناحية البدنية يمثل البيت الثالث الانتقال والرحلات القصيرة. ولكن ليس دائماً أو بمعدل يومي، ويعنى أكثر بالرحلات الوجيزة. الرحلات التي لا تتضمن الكثير من الاستكشاف أو المغامرة – الجيئات والروحات اليومية. كما أنّه معني بالاتصالات الموجزة- الخطابات، والرسائل الالكترونية والمكالمات الهاتفية مثلها مثل الكتب والمجلات وما إلى ذلك.
والكواكب في البيت الثالث (أو إن كان خاليا، حاكمه/حكامه) سوف تصف بشكل حرفي ما يثير اهتمام شخص ما، وبالتالي نوع الكتب الذي سوف يقبل على قراءته (وكتابته)، والمجلات التي سيشتركون بها، وما سيتحدثون عنه. ويجب الانتباه إلى أنَّ برج وموقع عطارد (وهيئات ذلك الكوكب) سوف تصف أيضاً ذات الأمور.
البيت الثالث مرتبطٌ أيضاً بأقارب الدم، ما عدا الأبوين اللذين يظهران في البيتين الرابع والعاشر. وهذا التصنيف قد يضم كل أنواع الأخوة ولكن أكثر العلاقات الرئيسية المعرفة هي العلاقات مع الأشقاء. وتصف الكواكب في البيت الثالث بشكل دقيق أشقاءنا، وكيف يكونون من كل النواحي الممكنة، وعلاقتنا بهم. وعليه فإنَّ أورانوس في البيت الثالث يصف الإخوة والأخوات غير الأشقاء، أو الأشقاء الذين انفصلنا عنهم منذ فترة، بينما يشير المريخ إلى التنافس بين الأشقاء أو الإخوة في الجيش. ويقترح وجود القمر في هذا البيت أننا نقوم بدور الأمومة تجاه إخوتنا أو أخواتنا، أو نتلقى منهم تلك المعاملة. تشمل دلالات البيت الثالث أيضاً أيامنا في المدرسة، فهذا هو أكثر بيت معنيٍّ بتجميع المعلومات ونشرها. فالمدرسة هي المكان الذي نتعلم فيه كيف نتواصل مع الأشخاص والأماكن والأشياء. خلق الصِّلات مهم جداً بالنسبة إلى هذا البيت، وكذلك ما يسمى في هذه الأيام بالتشبيك. وحتى في سن الرشد، يسهم البيت الثالث في كل وجوه تجميع المعارف. البيت الثالث (و إلى مدى أقل، عطاردنا، وأي كوكب في برج الجوزاء) يكون معنياً متى ما كنا نتعلم شيئاً ما، ومتى ما كان علينا معالجة المعلومات أو اللغة.

البيت الرابع

فسمة ” المكان الذي جئنا منه” تنطبق أيضاً على الأسرة التي نشأنا في كنفها. فهذه المنطقة من الخارطة سوف تقول الكثير عن المناخ العاطفي والأسري الذي نشأنا فيه. وعلى قدم المساواة مع بقية عناصر الخارطة، فهي ستقدم المعلومات حول واحد أو أكثر من والدينا، أو على الأقل تجربتنا معهم. وإن كنا متبنين، أو مكفولين فهذا البيت سوف يسهم بالمعلومات حول جميع عائلاتنا الحيوية والتي قامت بتربيتنا بيد أنَّ ذلك يتم بعدة طرق.
فالبيت الرابع يتحدث عن قاعدتنا، ومنصتنا، ومؤسساتنا. وباعتباره أدنى نقطة في الدائرة، فهو أكثر البيوت خصوصياً حيث أنَّ النقطة المقابلة هي نقطة كبد السماء (باللاتينية Midheaven أو MC) وهي أكثر نقاط الخريطة عموميةً وعلنية. يصف البيت الرابع “البيت” بمعناه المادي والعاطفي (ولكن انظر إلى القمر هنا). في البيت نكون في أكثر أوضاعنا خصوصية، وأكثر استتاراً من العالم. في البيت نمشي بجواربنا المثقوبة، مرتدين أقدم ثياب لدينا. فالبيت هو ملاذنا وملجأنا.
منطق الشجرة مفيد بالنسبة لمحور كبد السماء- أدنى السماء (الحضيض). فالبيت العاشر أو كبد السماء يقابل أعلى الشجرة حيث الفروع تمتد إلى كبد السماء، أما الحضيض/ البيت الرابع فيقابل الجذور. قد تصل جذور الشجرة إلى أعمق الأعماق. فالشجرة دون جذور قوية (الرابع) لا تستطيع إنتاج الكثير من الأوراق والثمار (العاشر)، وبالطريقة نفسها قد يكون الأمر أكثر أو أقل استحالة بالنسبة للشخص المشرد أن يحصل على وظيفة أو وضع حقيقي في العالم. البيت الرابع يرتبط بشكل تقليدي بنهاية الحياة وبالنهايات بشكل عام. فثمار وأوراق الشجرة تقع في الأرض وتقوم مرة أخرى بإنعاش جذورها. بالكيفية ذاتها، وبشكل يومي، قد يخرج المرء إلى العالم ويؤدي وظيفته (البيت العاشر) أثناء اليوم، ولكنه في الليل يعود إلى بيته وحياته الخاصة. وطوال عمرنا سنؤدي دوراً في المجتمع (الدور العاشر). عادة ما يكون هذا الدور هو المهنة، ولكن وبالتقدم ناحية المراحل المتأخرة في الحياة نتقاعد (البيت العاشر). التعاقد قد يكون فترة حافلة بالكثير، ولكن فيما يتعلق بأنشطة العالم الخارجي فهنالك إشارة إلى درجة ما من الراحة أو الانعتاق من الكدح أو التوقف عن السعي.
بشكل أكثر بساطة، قد نستطيع التفكير في أنَّ البيت الرابع يصف شيئاً من حياتنا المنزلية. وهو بشكل دقيق يصف بيتنا- حيث نعيش- في منزل، أو حاوية، أو زروق على سبيل المثال. هل نعيش على شاطيء البحر، أم مقابل أعمال الغاز، أم بالقرب من المطعم؟ هل نعيش في بلد ميلادنا أم نحيا في الغربة؟ بل حتى اسم الشارع قد يظهر من خلال هذا البيت. على سبيل المثال لدي القمر في برج القوس في البيت الرابع، وفي زمن كتابة هذه السطور كنت أعيش في شارع يدعى مرج الكنيسة أو Chruch Lane!. وقد كان أحد بيوتي السابقة قريباً من أحد الأديرة. ومع برج العقرب في نقطة الحضيض في خارطتي، والسينما المحلية تدعى فونيكس وهنالك ديران وعدد من متعهدي الدفن ضمن مسافة تقل على الدقائق الخمس مشياً على الأقدام. المنطقة من خارطة الأبراج التي تشير إلى الشخص الذي نعيش معه، والقمر ما نحب أن نعيش معه، قد تبين أيضاً نوع المناخ العاطفي الذي ربما نشيعه في المنزل. كما من الممكن التعبير عن المناحي غير المهمة من الحياة المنزلية الخاصة بنا –ولو بشكل جزئي-عبر هذا البيت كالديكور على سبيل المثال.

البيت الخامس

ارتبط هذا البيت تقليدياً بالأطفال والرومانسية والظنون، واللعب والهوايات والقمار. فالبيت الخامس معنيٌ بالإبداعية والاستجمام (Recreation). ويقول المنَّجِم روبرت هاند في كتابه رموز الأبراج، إنَّ البيت الخامس يرمز إلى القيام بالأشياء لذواتها- وليس من أجل الحب أو المال أو إبهار الوالدين أو الفخامة، أو غيرها من المائة وواحد دافعٍ، التي تحثنا على اتخاذ فعل ما. وبشكل أساسي عندما نكون في البيت الخامس فنحن نكون في حالة لعب. وما يمثل اللعب بالنسبة لشخص من الأشخاص ليس بالضرورة هو نفسه بالنسبة لشخص آخر، ولكن هذا البيت يصف ما تعنيه لنا فكرة اللعب على وجه التحديد. وليس فقط مصدر اللعب، بل مدى سهولة ممارسة ذلك النشاط/اللعب.
فالكلمة “create= يخلق” قد تعني ما يسهم في إنتاج شيء ما، أو يتسبب في زيادته أو نموه. والكلمة ” استجمام- Recreate” قد تدل على معنى استعادة حالة جيدة سابقة ما، أو استعادة حالة كاملة، أو الانتعاش من خلال ممارسة شيء من التسلية الممتعة. وعليه فإنَّ البيت الخامس، حيث ننعش أنفسنا، من خلال اللعب والقيام بالأشياء المحببة إلينا. وبما إنَه بيت الأطفال فهو المنطقة التي يتسنى لنا في رحابها تجديد واستعادة الطفل الكامن في دواخلنا. فالبيت الخامس بشكل حرفي هو بيت الأطفال، حيث أنَّ الأطفال بالنسبة لكثير من الناس يمثلون السبيل الذي من خلاله يستطيعون استعادة وتجديد أنفسهم. ليس فقط في ما يتعلق بالتناسل والتكاثر لكن أيضاً بكل الألعاب التي تنطوي عليها الفترة التي تعقب ولادة الطفل. فتجديد أنفسنا من خلال التناسل والتكاثر هو نوع من العمل الإبداعي، كما أنّه يعني أيضاً الوسيلة التي تساعدنا في تحقيق نوعٍ ما من الخلود.
يختلف البيت الخامس عن بيوت العلاقات الأخرى باعتباره بيت الرومانسية، الشيء الذي يؤكد على اختصاصه بالمتعة، والاستمتاع بالوقت واللعب والتسلية. هذا هي مرحلة ” الخروج معاً” والتي تنطوي على الكثير من الجنس في بعض الثقافات، بينما لا تكون كذلك في الثقافات الأخرى. اللعب بالنسبة للأطفال هو الوسيلة التي من خلالها يتعلمون ما يلزمهم حول التواصل الاجتماعي. وبالنسبة للكبار والصغار معاً فإنَّ اللعب هو وسيلة للتمرن على الحياة. التمرن على الشيء ذاته. فنحن نقوم بتجربة الأشياء من باب التسلية في البيت الخامس، لمجرد اكتشاف الأمر، والمجازفة، مع الحذر من مواطيء أقدامنا.
فعندما ندخل في علاقة جديدة مع صديق أو صديقة فنحن نفعل ذلك في الحقيقة: نختبرهم ونحاول التعرف عليهم، كما نتعلم في الوقت ذاته عن الارتباط والتعلق.
البيت الخامس هو بيت المسرح- المكان الذي نقصده لرؤية مسرحية ما. الدراما هي واحدة من الطرق التي مكَّنت المجتمع – في مختلف العصور والثقافات- من استخلاص الدروس حول الحياة بشكلٍ عامٍ وحول العلاقات على الأخص. في التفرج على الممثلين يجسدون الشخصيات ويسردون الحكايا، ربما عرفنا أشياء جديدة حول تبعات أعمالنا. إنَّه نوعٌ من التدريب الحي.
قد يشتمل البيت الخامس على الإبداعية والابتكار، ولكن تخيل أنَّك صانع فخار، فإن كنت تريد أن تزيد مبيعات منتجاتك من الأواني الفخارية، فحتماً ستقوم بصناعتها بنفسك، وبطريقتك الخاصة. وبالتالي تصبح منتجاتك فريدة من نوعها.
البيت الخامس هو حيث نعبر عن أنفسنا، وحيث نقول ” هأنذا”، وهذه هي طريقتي في القيام بالأمر”. وقد قيل أنَّه مهما كان الموضوع، فإنَّ كاتب الرواية سيسرد دائماً سيرته الذاتية المتوارية- بالكاد.
أو إن كنّا نعلم كيف، فقد ننظر إلى لوحةٍ ما ونقول الكثير عن الفنان. فالبيت الخامس هو حيث نكشف عن أنفسنا وبفعل ذلك فإنَّه أيضاً حيث نضع أنفسنا مواضع التهلكة أي نجازف. في الحقيقة يشتمل البيت الخامس على كل أساليب التخمين والمراهنة.
وكما هو الحال دائماً يمكن استقراء خبرٍ ما من البيوت بانفتاحها على بعضها. ففيما يتعلق بالبيت الخامس عند دخوله من الرابع، يجوز القول بأنَّه علينا ترتيب منزلنا (الرابع) ويمكننا الآن الخروج والترفيه عن أنفسنا، فبإمكاننا اللعب الآن (الخامس). وفي الرابع سوف يكون هنالك سقف فوق رؤوسنا، أما في الخامس فقد ننجب الأطفال. لدينا قاعدةٌ آمنة (الرابع)، قد نستطيع الخروج، والمجازفة كرةً أو كرَّتين، وربما قمنا ببعض التخمينات عن الحياة.

البيت السادس

يشير البيت السادس إلى الكيفية التي نسهم بها في المحافظة على الكوكب، وطاقات هذا البيت سوف تقول الكثير عن مواقفنا تجاه مفهوم خدمة الآخرين. ومن هذا يتبين أنّ العمل ليس بالضرورة أن يكون بمقابل، وليس علينا أن نكون موظفين لنؤديه. كما أنَّ هنالك الكثير من دلالات البيت السادس على علاقات العمل الخاصة بنا، وبشكل متكرر علاقاتنا العملية غير المتكافئة أو المتوازنة. ومن هنا فلا يقتصر الأمر على علاقاتنا مع زملاء العمل (والتي ربما كانت متكافئة)، ولكنه يشمل أيضاً مواقفنا تجاه كوننا موظفين، وتجربتنا كموظفين. كما يصف البيت السادس مواقفنا تجاه الموظفين إن كنا رؤوساء أو أصحاب عمل. فالعمل هو المكان الذي نحقق فيه رغبات الآخرين بالأساس. موظفينا، وخدمنا خاصة في العهود الغابرة، وحيواناتنا الآليفة هي من ينفذ رغباتنا. فقد قاموا بخدمتنا. وحتى إن لم نكن نبدو لنوظِّف خدماً، فنحن نفعل ذلك طوال الوقت بطريقة ما. انتظار الموظفين في المطعم الذي نتردد عليه، وعامل الغسيل الجاف، والشاب الذي يقوم بتوصيل البتزا وعمال المتاجر- كل شخص يخدمنا يندرج تحت مظلة هذا البيت. وعليه فإنَّ البيت السادس يشير إلى مواقفنا تجاه الخدمة، في حال تلقيها أو تقديمها. ومن النموذجي هنا أنَّ العمل الذي نقوم به كل يوم هو الطريقة التي نجمع بها بين صفاتنا وقضايانا الفسيولوجية والعالم المادي، فإن لم نستطع تحقيق هذا الشيء بنجاح، نمرض، فالإصابة بالرهق أو المرض هي حالة ينعدم فيها الانسجام والتوازن بين الحياة الداخلية والخارجية للفرد. عليه فإنَّ البيت السادس يعني نفسه بالعلاقة بين العقل والجسم. وفي سياق اهتمام هذا البيت بالصيانة والمحافظة- على الكوكب، وما فوقه، والمحافظة على أنفسنا- فالبيت السادس يحمل دلالات تتعلق أيضاً بموضوعات الحمية الغذائية، والصحة الشخصية والملابس. وعملياً تقع الدلالات على عادات الأكل على عاتق القمر، ولكن البيت السادس يصف علاقتنا بالروتين والطقس كما أنه قد يقدم بعض المعلومات حول عاداتنا الغذائية، فالغذاء هو إحدى الطرق التي نتبعها للمحافظة على أجسامنا. ويفترض –بحسب التقاليد- أنَّ البيت السادس يصف سبب القصور الجسدي (على سبيل المثال: العمل الشاق جداً، والتساهل المفرط، …، الخ) وهذا الشيء مفيد أكثر من نسبة كل شؤون الصحة للبيت السادس، كما يفعل بعض الاحكاميين بحكم التعود أو الهوى. وعلى مستوى الممارسة، فالخارطة ككل تزودنا بالمعلومات المتعلقة بالصحة والمرض. فهذه المنطقة من احكام النجوم تعتبر موضوعاً متخصصاً للغاية، وخارج نطاق هذا الكتاب.

البيت السادس له الحاكمية أيضاً على الحيوانات الأليفة والصغيرة. فقد أفادت الأبحاث والدراسات في المجال بأنَّ الحفاظ على حياة الحيوانات- باتباع الروتين والالتزام بمسئولية رعايتها- بما في ذلك كلٌّ من الربت على أجسادها وتنظيفها من أسباب إطالة العمر. وحتى الآن ما زال لنا في الحيوانات الآليفة خدمٌ على نحو ما، ووفق ما تقدمه من مساهمة للحفاظ على صحتنا.

البيت السابع

البيت السابع و الهابط
يصف البيت السابع العلاقات الثنائية في كلا الحالتين الشخصية والمهنية. يقول هذا البيت الكثير عن كيفية تعاملنا مع تلك العلاقات، ما نبحث عنه وما ننجذب إليه. وبشكل أساسي ما يجعلنا نتعلق بشخص آخر وما يحمل الآخرين على التعلق بنا. يجوز أن نربط البيت السابع ليس فقط بالأزواج، ومن يهمنا من الآخرين ولكن أيضاً بالشراكات التجارية. في الحقيقة كل الشراكات حيث يوجد عقد (سواءً أكان ذلك العقد مكتوباً أو ضمنياً). وكذلك جميع العلاقات التي يوجد بها نوع ما أو درجة من الانعكاس. فهذا الشيء يتضمن، على سبيل المثال، علاقات العميل/المعالج، والمحامي والموكل. فيما يتصل بالعلاقات الأكثر شخصية، فإنَّ البيت السابع يصف كيف يكون كل طرف، وكيف نكون بالنسبة لهم. هذه العملية ثنائية الاتجاه تحدث بسبب الطريقة التي نميل فيها إلى رؤية الآخر وهو يحدد كيف نستجيب لهم ونعاملهم- لذلك فإنَّ المفردة ” انعكاس” كما أنَّ بيت “اللا نفس”، البيت السابع ربما يصف ما نسقطه على أي شخص آخر. إذن الشخص صاحب زحل في البيت السابع على سبيل المثال سيميل إلى اتهام أي شخص آخر (وليس فقط الشريك) بكونه ” مهيمناً” أو ربما يميلون بحكم العادة إلى أن يكونوا مرعوبين من الآخر، يتوقعون أن يتم تأنيبهم منه، بغضِّ النظر عن هوية هذا الآخر الفعلية
وبالأساس نجد أنَّ البيت السابع يصف ما نعطيه للآخرين، إما بوعي أو بدونه. وبلا وعي منا نقوم بنسب صفات معينة إلى الآخرين من خلال آلية الإسقاط (بعبارة أخرى، تكون تلك الصفات لنا ولكننا على غير وعي بها، و”نرمي” بها على الآخرين)، ونحن نرى الآخر كتقمص حقيقي للبرج أو الكواكب المعنية مهما كانت. ونتزوج بالفعل من الشخص الموصوف في البيت السابع. والبيت السابع أيضاً يبين كيف نتصرف عندما نكون مع الآخرين، خاصة مع شخص آخر واحد، وعليه مرة أخرى نفسح الطريق لكوكب معين أو طاقة فلكية. في بعض الأحيان نعطي الطاقة ونمنحها عبر عملنا أيضاً. على سبيل المثال كان مصفف شعري القديم لديه فينوس في هذا الموقع ويجوز القول إنه كان يمنح جمال وقيمة ” اللا نفس”.
وممثلة أعرفها، كانت في غاية الجاذبية ولكنها أيضاً دائماً ما تمثل أدواراً هزيلة، أخبرتني أنَّ ” الأشخاص الآخرين” كانوا دائماً يمثلون في أدوار الجميلات والوسماء. لقد كانت تنكر زهرتها؛ فبالنسبة لها، كانت الزهرة تصف الآخرين. وفي الأساس يمثل البيت السابع بيت “الهناك” و”البعيد” والآخر”، أى أن نكتشف أخيراً ونمتلك الصفات المعينة. عليه فإنَّ البيت السابع يصف ما نعثر عليه في أنفسنا بعد أن نجده في شخص آخر أولاً. وبصورة تقليدية ارتبط البيت السابع بالأعداء المكشوفين أيضاً، كنقيض للبيت الثاني عشر، والذي يصور الأعداء المستترين. ومن المثير للاهتمام أنَّ بيت الزواج هو أيضاً بيت أعدائنا، ولكن هذا الشيء ليس بمفاجأة عندما نضع في اعتبارنا آلية الإسقاط. فمهموم الأعداء المكشوفين أو العلنيين يشمل معارضينا، وخصومنا، وجميع أنواع المنافسات. إنه يتضمن محاربة الماضي، وضرورات المواجهة القانونية، والقضايا، والتشريعات. ضروريات التعامل مع كلٍ من الشركاء والمعارضين وتوازن احتياجاتنا مع احتياجات الآخرين. وفوق كل شيء آخر فإنَّ البيت السابع هو حيث تقدم لنا الفرصة لنصبح أكثر وعياً وأكثر تميزاً، حيث نستطيع تعلم فن التعاون عبر التواصل الثنائي واحد لواحد. وكما يصف هذا البيت علاقاتنا الخاصة، ففي بعض الأحيان يصف السابع علاقات أبوينا، وهذه دائماً ما تكون هي الشراكة الأولى التي عرفناها وعليه فاحتمال تأثيرها على أنماط علاقاتنا قوي جداً. يسمي المنجِّم مانيليوس هذه القرنة ب”ناقل الموت”. وعملياً لقد وجدت بعض العلاقة بالموت هنا. فانتقالات الكواكب إلى هذه الزاوية أيضاً “تتزامن” في بعض الأحيان مع المرض المرتبط بالكوكب والبرج تحديداً. وهذا لا يجب أن يثير الاستغراب إن اعتبرنا البيت السابع مقابلاً للطالع، الشيء الذي يصف الجسد المادي. فهو كمحور، تكون الزوايا المواجهة لجانب منه مصدر قوة للهيئات في الجانب المقابل تلقائياً. والشيء الذي يبعث على الحزن أنَّ الناس لا يرون في المرض شيئاً مهماً على الصعيد الشخصي، فهم يرون اعتلال الصحة شيئاً يأتي من “هناك”. وبوضع حقيقة أنَّ الطالع/الهابط هو محور في الحسبان على الدوام، قرنة البيت السابع هذه أيضاً تصف الظروف التي اكتنفت الولادة، الشيء الذي يتعلق بشخص آخر- هو الشخص بجانب الفراش، إنه القابلة، أو طبيب التوليد، …الخ.

البيت الثامن 

بيد أنَّ الشيء الأكثر أهمية هو أنَّ البيت الثامن معني بالأمور الأساسية في الحياة: الميلاد، والموت، والجنس. إنه بيت تلك الأشياء التي لا يمكن نقضها أو استعادتها؛ إنه بيت كل ما ينطوي على مبدأ اللا عودة. هو بيت التركة التي لا تقتصر على الأمور المادية، لأنه يصف ما ورثناه على المستوى النفسي من طفولتنا وعلاقة أبوينا.
وهو ربما يصف التركة الأبوية، تركة علاقتهما. ما تركوه لنا كأطفال لهم. وما فعلوه من صواب، أو ما عالجوه، وما فشلوا فيه، ما تركوه ليحصل عليه ذريتهم. عليه إنه ليس فقط ما يترك لنا على المستوى المادي، ولكن على المستوى النفسي أيضاً. كلمة “يترك له” تعني حرفياً “يرث من سلف أو خلف”.
الثامن هو بيت العلاقات الحميمة. فالجنس ينتمي إلى هنا، على الرغم من أنَّ البيت الخامس قد يشير إلى ذلك أيضاً، لأنَّ الجنس في هذا العصر يدور حول التسلية، واللعب، والرومانسية وإنجاب الأطفال. بيد أنَّ الفرد قد يلاحظ أنه عندما تتداعى الأشياء بالنسبة لزوجين في غرفة النوم، فإنَّ حيازة المال والممتلكات تصبح هي محاور الجدال حينئذٍ.
المصدر الحقيقي للألم وطبيعتنا، وعادة المشاعر البدائية جداً تميل إلى أن تختبيء تحت السجادة. يشغل البيت الثامن نفسه بحيث نجتمع مع بعضنا. ونحن لا نجتمع فقط في الجنس، بيد أنه من المحتمل أنَّ جميع علاقات البيت الثامن تنطوي على درجة عالية من الجنسية. في العلاقات اللصيقة بنحو أو آخر نجمع قيمنا، وتجاربنا في الحياة، وجميع الظروف السابقة والراهنة مع شخص لديه بالضرورة قيم وتجارب مختلفة. هذه هي المنطقة من الخارطة حيث تتوجب علينا المشاركة.
في البيت الثاني، نقول إنَّه لي، ولكن في الثامن نقول إنَّه لنا. ولذلك فهذا هو البيت الذي يتم التعامل فيه مع مواقفنا جميعها حول الحياة، وبشكل أكثر تحديداً، حول العلاقات الحميمة والشراكات بشكل عام.
مثل هذه المواقف التي اختبرناها بوعي، أو دونه عبر الاطلاع على قيم ومواقف الوالدين. هذا هو المكان الذي نكتشف فيه حقيقة ما ورثناه من علاقة أبوينا، وعلينا التعامل معها.
أولى علاقاتنا الحميمة في الحياة كانت مع كل من رمزي الأبوين أو أحدهما. وعندما نكبر ندخل في علاقات حميمة أخرى، وها نحن أصبحنا في مواجهة إرث تلك العلاقات القديمة. لا عجب أنَّ البيت الثامن هو بيت الأقدار والعواقب، فهنا لابد أن يحصد الفرد ما بذره الأبوان في علاقتهما ببعضهما البعض، وما تم بذره في علاقة الفرد الأولى بهما. يقول هاوارد ساسبورتاس في كتابه البيوت الإثني عشر مفسراً: ” إنَّ الحطام والرفات التي تعود إلى مرحلة الطفولة منقوشة في البيت الثامن.” العلاقات الحميمة تستدعي نظافة هذه الأنقاض وذلك الحطام. وبما أنَّ البيت الثامن هو بيت العلاقات الحميمة حيث تنكشف مادة “ظلِّنا”؛ وهو المكان الذي يمكنها الاختباء فيه. هذه هي منطقة العلاقات التي نكون فيها مكشوفين دون غطاء أو ستار. وعندما نرتبط مع شخص آخر بصورة حميمة، لا يكون هنالك مكان للاختباء. إنه حيث نكتشف ذلك، وإنه كما نحن بشر، نحن أيضاً من الحيوانات، ولدينا احتياجات ورغبات غريزية أساسية بدائية قوية (الرغبة الجنسية، والغيرة، والغضب على سبيل المثال). الغرائز والرغبات التي يميل الشخص الراشد المتمدن منا إلى دسها تحت السجادة، ولكنها تخرج للنور متى ما طرحت مسألة البقاء نفسها على مسرح الأحداث.
يصح القول بأنَّ البيت السابع يصف زواجنا أو علاقتنا كما تبدو خلف زجاج المتجر. أما البيت الثامن فيكشف ما يجري في المستودع، حسناً بعيداً عن أرضية المتجر. وكما ذكر سابقاً فإنه ما جرى في دهاليز وأقبية زواج والدينا، وفي سراديب علاقاتنا المبكرة مع آبائنا وأمهاتنا.
يرتبط البيت الثامن أيضاً بالأمور الغيبية. الكلمة Occult تعني ببساطة “خفي”. وعليه فإنَّ الكواكب في بيتنا الثامن، والبرج في القرنة، وحاكمه قد يقولان شيئاً ما عن مواقفنا تجاه كل ما هو خفي وغيبي، ومظلم، ولا يسهل الوصول إليه. سيكولوجية العمق، التي تعنى بالتنقيب حول ما يحدث حقاً هي مثال آخر لاهتمامات البيت الثامن.
يشتهر البيت الثامن بوصفه لمواقفنا تجاه الموت، ومواقفنا الفعلية تجاه جميع التجارب التحولية في الحياة. وربما مواقفنا تجاه جميع التغييرات الرئيسية. يشير البيت الثامن في بعض الأحيان إلى ظروف موتنا، وفي أحيان أخرى ظروف ولادتنا ولكن لا يمكن النظر إليه في معزل عن بقية العناصر. فوفاتنا مثل عملنا، وصحتنا، وعلاقاتنا الجوهرية، شيء أكبر من أن يستوعبه بيت واحد فقط. وأكثر من كونه بيتاً مهموماً بالموت، فإنَّ اهتمام البيت الثامن بالكوارث والأزمات، واهتمام بفكرة التحول، التحولات من حالة إلى أخرى.
ومرة أخرى نعود إلى منطقة أثير العلاقات الحميمة لأنه من خلال العلاقات اللصيقة نختبر التحولات. شخص جديد في حيواتنا قد يعطي الميلاد لكل أنواع الأشياء الجديدة فينا؛ فنحن قد نرتدي ملابسنا بشكل مختلف، ونستمع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى، ونتبنى قيماً جديدة ونعيد النظر في القديمة. رابط الأزمة يمنحنا دلالة على حاكمية البيت الثامن على التأمين، لأنَّ التأمين هو شيء نطالب به في أوقات الأزمات. وسياسات التأمين توفر شبكة الأمان وبالتالي عندما تحدث الأزمة نُمنَحُ موارد الغير لنتمكن من إجراء التحول اللازم في نفوسنا من حالة الأزمة الراهنة إلى الميلاد من جديد.
بينما يعنى هذا البيت بالأساس بالولادة، والجنس، والموت، فقد أطلق على هذا البيت اسم بيت التركة أو بيت العاقبة (الكرما وفق التعاليم الهندوسية). فالبيت الثامن معنيٌّ بموارد الآخرين وممتلكاتهم ليس فقط شريكنا، بل ممتلكات كل شخص آخر. عليه فهنالك ارتباط بالتأمين، والضريبة والتركات، وإن كنا نكسب المال عن طريق اليانصيب مثلاً، فهذا هو البيت المعني لأننا عندما نكسب أو نربح المال بهذه الطريقة، فهو مال للغير ونحن نستفيد منه. ولذلك فالبيت الثامن يصف بشكل حرفي جداً المكاسب والخسارات على يد الغير بما في ذلك قضايا الضرائب، والنفقات، والتعاملات مع شركات التأمين والتركات التي نرثها من ما يملكه الآخرون. ونطاقه يضم أيضاً أنشطة سوق البورصة، والاستثمارات بشكل عام. ومتى ما وضعنا أموالنا في أي شكل من أشكال الإدخار فنحن نستثمر في ما هو هناك، وما لا نمتلك. يضم البيت الثامن كل أنواع الاستثمارات التي نشترك فيها مع أناس آخرين، سواءً كانت عاطفية أو مالية: جميع الموارد المشتركة وجميع الأموال التي تعود للغير. الرهون والقروض البنكية تنتمي إلى هذا البيت. في كتاب قبضة الموت لمايكل روبوتام (نشره جون كاربنتر، 2000)، يخبرنا الكاتب أنَّ العنوان قبضة الموت هو ترجمة حرفية للكلمة “Mortgage ” عندما يرهن مالك المنزل بيته لشخص آخر مقابل صك بنكي…. “حتى الموت”.

البيت التاسع

ارتبط البيت التاسع تقليدياً بالسفر الطويل، والتعليم العالي، والفلسفة، والقانون، والسياسة، والدين والكنيسة والدولة، والهموم الأساسية للبيت التاسع هي الاستكشاف والمغزى. للبيت التاسع ميزة خاصة تتمثل في “القدرة على الوصول إلى البعيد”، وهي تنطبق على عدد من السياقات التي تعمل على توسعة آفاق الفهم والإدراك لدينا في ما يتعلق بالاستكشافات الجغرافية والرمزية والماورائية التي تنتمي إلى هذا البيت، إذ أنَّ البيت الثالث يغطي الرحلات قصيرة المسافات على مستوى الذهن والجسد، وعلى العكس من ذلك يعنى البيت التاسع بالرحلات والأسفار الطويلة للذهن والجسم. وفي هذا البيت نكتشف نحن أنَّ السفر يوسع المدارك وينمي القدرات الذهنية مثله مثل الدراسات العليا. التعلم في هذا السياق يأخذنا بعيداً عن مجرد اكتساب وتحصيل الحقائق في عالم الأسباب والكيفيات. وفي التاسع نسأل عما هي تداعيات وآثار المعلومات المعينة- ما هو المغزى من كل ذلك؟ ليس فقط المغزى على مستوى الفرد بل ما يعنيه ذلك للمجتمع ككل؟ في البيت التاسع نعنى بالصورة الكبرى. فنحن نريد أن نمسك بفكرة وجوهر وروح المعرفة. وليس من الضروري أن تعتبر المعلومات في حد ذاتها أساسية بالنسبة لهذه العملية.
الكواكب في هذا البيت ستصف بشكل دقيق وجهات سفرنا، ووسيلتنا بالإضافة إلى الغرض من السفر، زائداً مواقفنا تجاه الأجانب وتجربتنا كأجانب نحن أنفسنا. وكما هو الحال دائماً إن كان البيت خالياً، فانظر إلى حاكم البيت بحسب البرج والبيت والهيئة بالنسبة للمعلومات ذات الصلة.
كواكب البيت التاسع وحكام هذا البيت سوف يشيرون إلى تجربتنا في الحصول على التعليم العالي (ما ندرس، وأين وكيف ندرس) وأهميته أو عدمها، وكذلك قد يقول شيئاً ما عن نظامنا الأخلاقي وفلسفتنا العامة في الحياة.
والبيت التاسع معني بالمجتمع، وطرق هيكلته. في علم احكام النجوم الولادي، يقول البيت التاسع الكثير حول كيفية نظر الفرد إلى المجتمع ومدى اندماجه فيه، وفي إطاره القانوني.
يحافظ المجتمع على ترابطه من خلال قيم وأخلاقيات ومباديء ومعتقدات ثقافية معينة. وهذه المعتقدات تشكل وتتشكل بواسطة الكنيسة، والنظام الحاكم، والقوانين للبلد المعينة. عليه فإنَّ بإمكان الكواكب في البيت التاسع أن تخبرنا الكثير عن علاقاتنا بالمجتمع نفسه. وربما بدرجة أهم يصف بيتنا التاسع أخلاقياتنا الشخصية، وحسَّنا الشخصي بالخطأ والصواب. ولا يجب أن يخلط هذا الشيء بما ينظر إليه على ما “ينبغي” أو “يتوجب” في أحكام زحل (فزحل معني بتقنين الأخلاق)، وليس فرض القوانين أو القيود الاجتماعية. همُّ البيت التاسع هو ما يعتقد المرء فعلاً؛ القناعات الداخلية التي قد تدفع المرء وتحدث فرقاً في تصرفاته.
الكواكب في البيت التاسع (أو حاكم التاسع إن كان البيت خالياً) تصف ما نسقطه على الله مثله مثل علاقتنا بالله. كما يصب ما نسقطه على كنيسة معينة، أو نوع بعينه من الشعائر الدينية. والبيت التاسع لا يضطلع بهذه المهمة لوحده، فكوكب المشتري وأية كواكب في برج القوس قد تحمل الإشارة نفسها في هذا الخصوص. الدلائل الثلاثة جميعها(الكوكب والبرج والبيت) قد تصف أين وكيف ولماذا قد “نلعب” دور الله في مختلف السياقات. وأي نوع من أدوار إسداء النصح قد يجوز وصفه “بلعب دور الإله”. وربما على مستوى سطحي آخر، لا يعنى البيت التاسع بالقوانين فقط بل بالأصهار وعلاقات النسب، وإنه لمن المثير للدهشة المدى الذي تصل إليه الكواكب التي تحل على هذا الموقع في وصف أفراد العائلة

البيت العاشر

هذه المنطقة من الخارطة تخبرنا ما سوف نود أن نحصل بسببه على الاحترام والذكر، والتوقير؛ وما يمكن أن يكون أوج ما نساهم به لصالح هذا العالم. كما يصف أيضاً طريقة اكتسابنا ذلك الاحترام. فهذا في المقابل يرتبط بالطرق التي قد نسعى إليها لإبهار العالم. وما نتبنى من سلوك أو نمط لتحقيق انطباع جيد لدى الآخرين، كما يقول الكثير حول ما يثير اهتمامنا ويحظى بإعجابنا. عليه فحاول أن تفكر للحظة حول ماهية النوع الذي يعجبك من الناس؟ تخيل أنك في حفل حيث تعرف عدداً قليلاً من الناس. وبدأ أحد الغرباء التحدث إليك وسألك بعد الأسئلة ” ماذا تعمل”؟ هذا السؤال ليس مجرد سؤال عن العمل (البيت السادس)؛ فالسؤال حافل، وبالنسبة للإجابة التي ستقدمها أنت فستعتبر مؤشراً على الهيبة، والرتبة والوضع ودورك في المجتمع. فالإجابة التي ستود أن تقدمها سوف تقول الكثير حول ما يعجبك. فعليه يقول البيت العاشر عما نريد أن يرانا عليه العالم؛ كيف نكون أمام العالم. نقطة كبد السماء هي أعلى نقاط الخارطة والتي ستقول الكثير عن سمعتنا، بسبب أنها تصفنا في أعلى مستوياتنا. في الحقيقة يعرف الكوكب الأقرب إلى نقطة كبد السماء بأكثر كواكبنا ارتفاعاً. في البيت المقابل (الرابع) نكون في أكثر حالاتنا خصوصية، وبعيدين عن الأنظار مرتدين ثياباً عادية، ولكن هنا في البيت العاشر نكون في أكمل هيئاتنا وأبهى حللنا. نحن في قمة مهنيتنا وأمام الجميع.
أول الأشخاص الذين سعينا لأن ننال إعجابهم على الإطلاق هما الأبوان أو من يقوم مقامهما وهذا البيت يصف كلاً من الأم والأب، ولكن بطرق مختلفة. ويصف الطموحات التي كان أحد الأبوين أو كلاهما يتطلع لتحقيقها ( وإن تم ذلك أو لم يتم، بوعي بها أو بدونه) لنفسه أو لنا. كثيراً ما يكون أحد الأبوين على الأقل قد زاول مهنة ما، أو كان بعيداً عن العالم طوال اليوم- هذا سوف يشكل تجربتنا مع ذلك الشخص والتجارب العامة له. فإن كان لديك والدٌ قد سبق له العمل في الشرطة على سبيل المثال، فقد تجد بلوتو في هذا الموضع من الخارطة. وعندها سيكون هو الوالد الذي يراك معه الجميع خارج المنزل؛ الوالد الذي تحدث إليك عن العالم الواسع الكبير وكيف تنتقل من ركن إلى ركن في رحابه. فقد يكون قد أخبرك/أخبرتك أنَّ هذا العالم مكان مليء بالإثارة، أو أنَّه صعب وقاسٍ، أو رحِبٌ أو مخيف. لا حدَّ للاحتمالات والرسائل الضمنية أكثر من تلك التي تم بعثها صراحة. فالرسائل الوالدية يمكن أن تكون معقدة ولكنها ستكون هنالك؛ فهذا البيت يحمل الكثير ليقال عن التكيف الاجتماعي.

يتجاوز البيت العاشر في دلالاته الأبوين، فهو يصف رموز السلطة في حياتنا ويصفنا في دور الشخصية السلطوية. وعليه فإنه لا يصف فقط مديرك بل يصفك في دور المدير كمقابل لدور الموظف (البيت السادس يضم الموظفين). ومرة أخرى هنالك إشارة للعلاقات الأبوية، وذلك يعزى لنزعتنا لتمديد صورة رموز السلطة الأولى في العالم ككل. معتقدين إنَّ البيت العاشر يصف مديرك، تذكر أنه يصف ما تسقطه على مديرك على نحو أكثر دقة. وبالطريقة ذاتها يصف البيت العاشر ما قد يسقطه علينا المجتمع والعالم بصورة أشمل. على سبيل المثال كان لدى ديانا- أميرة ويلز- نبتون في هذا البيت، وقد كان العامة ينظرون إليها بعدة طرق، كأميرة، وقديسة، ومخلصة، وضحية وببساطة كامرأة حسناء. البيت العاشر لا يصف فقط ما يسقطه علينا المجتمع ولكنه يصف الطريقة التي نساهم فيها بشكل فعلي في تشكيل المجتمع. ربما زادت الأميرة ديانا على سبيل المثال من مشاعر التعاطف في المجتمع، وذلك بكونها جذبت انتباهه للمعاناة والخسارة.

البيت الحادي عشر 

البيت الحادي عشر يحمل نكهة سياسية ما. البيت المقابل (الخامس) حيث نصنع الجرار الفخارية مع الآخرين، وربما نتبرع بما نصنعه لصالح المجتمع. كل صانعي الفخار يميلون لأن يكون لديهم الحماسة نفسها حول الموضوع. هنالك هدف مشترك، حس بالقيم المشتركة، حس بالقرابة. الميزة السياسية تنبع عندما يجتمع الأفراد من أجل هدف مشترك، فهم يريدون من الآخرين الاشتراك معهم في الاهتمام بقضيتهم، أو يريدون أن تكون القضية متاحة للجميع. فالآمال والأماني المستقبلية مشتركة بين جميع أفراد المجموعة، فيما يخص الموضوع أو القضية التي توحِّدهم.
الكواكب في البيت الحادي عشر- أو حكامه- سوف يصفون أنواع المجموعات التي ننجذب إليها، وما نضطلع به من أدوار ضمنها. قد تنصبنا الشمس قادة، بينما يمنحنا أورانوس الاستقلالية لنعمل بكفاءة في جماعة. يصف القمر هنا العيش المشترك، مثله مثل فكرة تعهد أصدقائنا بالرعاية الأمومية. يقول روبرت هاند في كتابه رموز خارطة الأبراج: يصف البيت الحادي عشر الأصدقاء بكونهم ” أشخاصاً يشاركوننا المثل”. وهذا القول صحيح تماماً، خاصة الأصدقاء المقربين، وقد يوصفون في مكان آخر من الخارطة- في البيت السابع على سبيل المثال. في البيت الحادي عشر الأصدقاء بالأساس هم الأشخاص الذين يشاركوننا أيدلوجيتنا و/أو يشاركوننا الأنشطة المسلية. وفوق كل شيء فإنَّ الكلمة المفتاحية للبيت الحادي عشر هي الأخويِّة، والتي تعني هيئة ما من الأشخاص الذين يرتبطون ببعضهم البعض من أجل هدف أو مصلحة مشتركة.
ويصف البيت الحادي عشر كيف نكون عندما نكون في مجموعة، وكيف نكون عند الأوضاع التي تستدعي التعلق بأكثر من شخص واحد. هذا قد يشمل بيئة العمل أحياناً، بسبب أنَّ البيت الحادي عشر ينطبق بالأساس على الأوضاع التي نكون فيها أعضاء في فريق ما. عليه فإنَّ البيت الحادي عشر يعطينا دلالات حول أي أعضاء الفريق نحن. وفي البيت الحادي عشر نكون أكفاء وسط أكفاء، فلا رئيس ولا مرؤوس. ونلتزم هنا ونتقيد بأعراف المجتمع، وقيم نظرائنا- هذه هي المنطقة من الخارطة التي ترتبط بالضغط المكافيء.
وبالطريقة نفسها يمكن ربط البيت الخامس بالتسلية، وعليه يجوز ذلك أيضاً على البيت الحادي عشر، ولكن التركيز هنا أكثر على الترفيه الجماعي مثلما تكون عليه الحال في الحفلات والمناسبات الرياضية الوطنية. فالبيت الحادي عشر معني بال”جماعة”- فهو يضم كلاً من الجماعات الصغيرة والكبيرة. الأنشطة تتمركز حول الفنان في البيت الخامس ولكن في البيت الحادي عشر تصبح الأشياء لا مركزية.
إن كانت دلالات البيت الخامس تدور حول اللعب، فلنتذكر أنَّ اللعب هو الطريقة التي يتعلم بها الطفل حول التفاعل الاجتماعي، إذن فأحد هموم البيت الحادي عشر يتعلق بشركاء اللعب. في البيت الخامس يعنى الفرد (كطفل أو راشد) بكونه مختلفاً ومهماً وفريداً، ولكن البيت الحادي عشر يحمل رسالة أنَّ الجميع سواسية ولا فضل لأي أحد على الآخر. الكواكب في البيت الحادي عشر تبين إسهاماتنا الفردية تجاه المجتمع والجماعات الأصغر والفرق التي ننسب أنفسنا إليها.

البيت الثاني عشر 

“تجلس المعارضة على مقاعد أمام عينيك، ولكن العدو يجلس وراءك.”
السير ونستون تشرشل

كونه البيت الذي يأتي خلف البيت الأول، لذلك تعتبر من إحدى مزاياه القوية أنَّه يعنى بما وراء الكواليس.
والأشخاص الذين يولودون وهذا البيت في محفل من الكواكب والعناصر الفلكية؛ يمضون معظم حيواتهم في حالة ما وراء الكواليس. الأمثلة على هذا تتضمن الشخص الذي يعمل وراء الكواليس في استديو تلفزيوني، مثل المسؤول عن الإضاءة، أو مصمم الأزياء. وقد يكون هو الشخص الذي يمضي وقتاً في المتاحف أو المكتبات أو الأماكن الأخرى التي لا يُسمع لهم فيها حسٌ، ولكنهم حيث يقومون برعاية من له صوت مسموع فيها.

الأنشطة في هذا البيت عادة ما تكون سرية، أو على الأقل بعيدة عن أنظار الناس.
على عكس البيت السادس نجد أنَّ البيت الثاني عشر معني بمفهوم الخدمة، ولكن الخدمة هنا هي أقل عملية أو نوعاً ما عادية عنها في نظيره البيت السادس. في البيت الثاني عشر تكون الخدمات مجانية وبلا مقابل. أما في البيت السادس فنحن ندفع ما تسميه المنجِّمة ليندزي راديرماشير ” أجرة الحياة”. في البيت الثاني عشر قد ندفع أجرة الحيوات السابقة. كثير من الأشخاص يربطون هذا الجزء من خارطة البروج بمفهوم الكارما، بتفسيرها على أنها معنية بدفع ديون لتجسدات سابقة. قضايا البيت الثاني عشر عادة ما تعتبر خارجة عن الإرادة- فهي بالتحديد خارجة عن إدراكنا الواعي البسيط. هذا البيت معروف ببيت تفكيك الذات أو القمع، وبشكل أساسي يوضح هذا البيت نقاط ضعفنا الخفية – الصفات التي عرفنا أنَّها -ربما أثناء تنشئتنا- غير مقبولة. وللمفارقة قد تكون نقاط قوتنا الخفية أيضاً في هذه المنطقة من الخارطة. المزايا التي تصفها كواكب هذا البيت وحاكميه سوف لن تبين فقط ما قد نخبئه من الآخرين بل أيضاً ما نخبئه من أنفسنا. وليس المقصود هنا أسوأ استخدام لطاقات البيت الثاني عشر، والتي تصبح مشكلة حقيقية إن رفضناها. فالبيت يفترض أن يكون بيت الأعداء السريين ولكن العدو الأكبر دائماً هو الجوانب غير المعترف بها من النفس، وهي دائماً ما تقابلنا في صيغة إسقاط وهذا هو ما نعنيه بفكرة العدو الخفي أو السري. ولتوضيح ذلك على سبيل المثال ربما يشير وجود المريخ في البيت الثاني عشر إلى أنَّ الفرد قد التقط إشارات في طفولته بأنّ عليه تجنب الغضب، والمنافسة الشديدة، والأنانية. وفي حياة الراشدين تحقيق الذات عبر سلوك مستقيم قد يكون من الصعوبة بمكان. فإن كانت هنالك تجربة مع عدو خفي (والتي ليس من الضروري المرور بها) -عليه فقد يكون شخصاً ما – ربما رجل- يهاجمهم من الخلف. هذا الموقع على أية حال يقترح قوة داخلية كبيرة وتكمن فيه قدرة على فهم حقيقي لطاقة المريخ.

البحث الذي أجراه ميتشيل فرانسواز غوكيلين بين أنَّ هذا الموقع يتكرر في خرائط الأشخاص الذين يتنافسون مع أنفسهم والآخرين- الرياضيون والرياضيات من المستويات الرفيعة-. وكما هو الحال دائماً فقد يصبح الغضب وقوداً عجيباً.
وقد كان بحث غوكيلين مثيراً للاهتمام لأنه يبين أنَّ الكواكب في البيت الثاني عشر؛ هي مؤشرات قوية على كلٍّ من الشخصية والمهنة تبعاً لها. هذا ليس بالبيت الضعيف.
يضم البيت المؤسسات التي قد يتحول فيها الفرد إلى شخص بلا حول ولا قوة وخارج دوامة الحياة اليومية. المستشفيات وتحديداً المستشفيات النفسية، والسجون تنتمي إلى هذا الجزء من الخارطة؛ عندما يكون الناس نزلاء في مثل هذه الأماكن يكونون على الأقل مجردين من فردانيتهم إلى مستوىً ما. وعادة ما “يُبعَدون” لأنهم يعتبرون – سواءً أكان ذلك خطأ أو صواباً- أعداءً للدولة. ربما لا يتم التعبير عن ذلك بتلك الطريقة ولكن من الصعب تجنب الوصول إلى تلك النتيجة. في بعض الأحيان قد لا يستطيع الفرد التحكم في ملابسه الشخصية حتى، وقد يتم التعامل معه كرقم أو حالة. فهم معزولون عن المجتمع. وقد انتمت العبودية تقليدياً لهذا البيت، ومن السهل اكتشاف السبب، لأنَّ العبد مستضعف. وبلا شك قد يكون هذا هو البيت الذي تنزل فيه الأنا إلى أدنى قيمة. االتعبير عن الطاقات هنا ليس محظوراً بالضرورة، وليس صعباً كذلك؛ المسألة تكمن في عدم إمكانية استخدامها بشكل شخصي جداً أو أناني. هنا تتم التضحية بالطاقات لصالح المجتمع، ودائماً ما تبدو تلك التضحية خارج إرادة الفرد الواعية.

الكواكب في البيت الثاني عشر لا تشير بالضرورة إلى غياب الأسماء، أو المجهولية، أو الضبابية. لا تنسَ حقيقة أنَّ توني بلير ومارجريت تاتشر (في بعض أنظمة البيوت)، وهنري كسينجر وعدد من قادة العالم الآخرين؛ تحلُّ الشمس في خرائطهم في البيت الثاني عشر. هذا يصبح أكثر وضوحاً عندما ندرك أنَّه في عيش حياة عامة جداً، على الفرد التضحية بجزء هائل من حياته الشخصية. أيضاً، وحتى القادة قد يبدو أنّهم هم من يتحكم بخيوط اللعبة، والحقيقة أنَّ قادة العالم مثل الدمى المتحركة؛ تحركهم الظروف إلى هنا وهناك بصورة تفوق قدرتهم على السيطرة على الأمور. بالإضافة إلى ذلك، وعند إرسال الجنود إلى جزر الفلوكلاند كانت مارجريت تاتشر تقول كثيراً أو قليلاً لهؤلاء الجنود، ” كونوا مستعدين للتضحية بأرواحكم” إنها طريقة أخرى للتفكير حول هذا الموقع الشمسي هي أن نتذكر أنَّ البيت الثاني عشر هو بالأساس منطقة للخصوصية. ومع حلول الشمس على هذا المكان يتم تسليط بقعة من الضوء على خصوصية الشخص، عليه يحرم الفرد بالضرورة من خصوصيته. عادة ما نشعر بالذنب بشكل مبهم تجاه الطاقات التي نجدها في البيت الثاني عشر (أو إن كان خالياً فالبرج على شرفة البيت الثاني عشر) وقد نخاف كثيراً من أن تكون فينا هذه الطاقات. (باستخدام هذا المنطق، من لديهم الشمس في البيت الثاني عشر قد يشعرون بالذنب بسبب أنانيتهم، ويبحثون عن من “يجلدهم”، أو يحتاجون للتقبل). وبغضِّ النظر عن طبيعة الطاقة الكوكبية، فالتحرر مما يستوجب الشعور بالذنب يعتبر نوعاً من أنواع التضحية بالنفس.

في البيت الثاني عشر يتعين علينا تسليم طاقات الكوكب الموجود فيه؛ فإن قمنا بذلك طوعاً وبكامل إرادتنا فسيمنحنا ذلك شعوراً أقل بالخسارة وأكثر التقدم الروحي. وكما تذكرنا ترايسي ماركس في كتابها الممتاز، روحك الخفية، البيت الثاني عشر هو بيت المحبس. ربما كان هذا حدثاً غير اختياري، مثل أن يُودع الشخصُ السجنَ أو المستشفى، أو قد يكون قراراً اختيارياً، مثل اتخاذ قرار العمل في السجن أو المستشفى. أو قد يكون بتكريس طاقاتنا لأعمال البر والإحسان، أو الانضمام إلى دير، أو صومعة للرهبان، أو الخلوة الهندوسية (أشرام). وفوق كل شيء يعتبر البيت الثاني عشر هو بيت التضحية، وفي الحقيقة بيت الإحسان؛ ونظرتنا إليه من حيث إيجابيتها أو سلبيتها تعتمد على مدى انفتاحنا على مفهوم العطاء الأصيل ونكران الذات.

دليل المنجم المعاصر: دليل متعمق لتفسير برجك (SUE TOMPKINS)

انتهى ما جاء من احكام البيوت من كتاب احكام النجوم المعاصر لسو تومبكينز

https://www.facebook.com/SueTompkinsAstrologer/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *