قراءه في الابراج – الجزء الثاني

مميزات كل يوم من أيام الأسبوع والكوكب الذي يحكمه

قراءه في الابراج (الميزان)

المصدر : المعاني الجوهرية

Source: intrinsic meanings

مع وصولنا إلى برج الميزان فإننا ندخل النصف الثاني من خريطة الأبراج. في النصف الأول تتبعت الأبراج تشكيل الفرد منذ التأكيد الأول على الفردية في برج الحمل إلى الفرد الكامل في برج الأسد، واختتمت ببرج العذراء الذي تضمن الإدراك الأول للضرورة الخارجية التي يجب أن تخضع لها الفردية الهائجة.
في النصف الثاني من خريطة الأبراج سيتعلم الفرد أن يربط نفسه ويدمجها بالواقع والنظام الاجتماعي إلى ما وراء ذاته هو. ويمتد هذا النصف من الدورة من برج الميزان (المشير إلى أول وأبسط العلاقات مع الآخرين، المواجهة الحميمية وجها لوجه) إلى برج الحوت (حيث يواجه الفرد المجتمعي أمورا أبعد من حدود المجتمع).
إلى حد ما، يوازي كل برج في النصف الثاني البرج الآخر المقابل له في النصف الأول، بحيث أصبح التركيز في النصف الثاني على المستوى الاجتماعي بعدما كان على المستوى الشخصي في النصف الأول. لكن علينا أن لا نتحمس كثيرا لهذه الفكرة، فكل برج لديه فردية خاصة به والتي لا يبدو أنها تتبع من كونه المقابل الاجتماعي للبرج المقابل.
إذن، الآن الكلام عن برج الميزان، وعلى الرغم من أنه البرج الذي يقوم فيه الفرد بعمل أول توافق مع فرد آخر ضمن علاقة بين شخصين، إلا أنه أيضا برج التطور الجمالي، مع حب شديد للجمال والتجانس. أيضا، هذا البرج لا يعتبر غير ناضج فيما يتعلق بالاندماج الاجتماعي للفرد كما هو الحال بالنسبة لبرج الحمل فيما يتعلق بتشكيل الفرد. يجب علينا أن نتذكر أن الحمل هو برج ناري، بينما الميزان هو ثاني برج هوائي. لذا فالميزان أكثر بعدا ضمن دائرة التطور الهوائية من بعد الحمل ضمن الدائرة النارية. يعتبر الميزان ماهرا في التعامل مع الآخرين، ولديه معرفة عالية بفن التكيف مع الآخرين، ويمكن أن يحصل على ما يريد غالبا من الآخرين من خلال إظهار نفسه على أنه يعطي. ومن الملاحظ أن الميزان هو برج الإلهة الناعمة الجميلة، الزهرة، لكنه أيضا برج كاردينالي، إيجابي، وهذه السمة غير ملحوظة غالبا. ويتميز الميزان في قدرته على المبادرة بطريقة تجعل الآخرين لا يلاحظون أن المبادرة قد تمت.
وكونه برج أبسط أنواع العلاقات، وهي العلاقة بين شخصين، فإن الميزان يواجه صعوبة في التفكير في أنواع أخرى من العلاقات. حيث يرى هذا البرج من وجهة نظر قطبية: أنا مقابل الآخر، وهذا الشخص مقابل ذلك الشخص، نحن مقابل هم. وغالبا ما يتم استبدال كلمة “مقابل” بكلمة “مع”. والفكرة الأساسية هنا أن الميزان لا يستطيع تصور النفس في الفراغ، فالنفس بالنسبة إليه تتطور فقط عند اتصالها بالذات الأخرى. يحتاج الميزان إلى الآخر لكي يكون هنالك حوار، لكن الميزان لا يحتاج إلى أن يكون تابعا أو خانعا لأحد، في الواقع قد يكون مسيطرا لا تابعا.
ولأن الميزان في حاجة إلى تجاور النفس مع النفس الأخرى من أجل تطوير فهم الذات وتأكيد الذات، فإن أشخاص الميزان يميلون دائما إلى أن يشتركوا في علاقات حميمية. وما إن تنتهي علاقة حتى تبدأ أخرى. وقد يكون أشخاص الميزان ماهرين في مهن تشتمل على الاستشارة أو التعاون بين شخصين مثل مهنة المحاماة، وعلم النفس، وأي مجال آخر يعمل فيه الشخص في موقع المستشار. مع ذلك، تتطلب هذه المهن مؤشرات قوية من أجزاء أخرى من الخريطة.
يكمل الميزان عملية بدأت في العذراء حيث أن المرء في العذراء يصبح مدركا للضرورة الخارجية ويحاول أن يوفق بين نفسه وبينها من خلال خدمتها، ومن خلال أن يكون مفيدا لها وتعلم كيفية العمل بفعالية قدر الإمكان. في الميزان، يواجه الفرد الآخرين على أنهم أناس مساوون له، ويعتبر الاعتماد المتبادل بين الناس المفتاح عوضا عن الخدمة التي تسير في اتجاه واحد، فالشراكة هنا هي الأساس وليس التبعية.
وأكثر سمات الميزان زهروية (نسبة لكوكب الزهرة) هي اهتمام الميزان بالجمال والفن. فالميزان لا يشير بالضرورة إلى القدرة الفنية، لكن أشخاص الميزان يحتاجون إلى الفن أكثر من غيرهم. يمكن للميزان أن يكون له ذوق لكل ما هو جميل إذا لم يتعلم الفرد كيفية التعامل مع المحتوى العاطفي للفن. الميزان برج هوائي وفي جميع مواجهاته مع العالم، في كل من الفن والعلاقات، فإنه يعاني من الصعوبة الاعتيادية التي تواجه أي برج هوائي والتي تتمثل في التعامل مع المشاعر القوية.
العلاقة بين الميزان والزهرة والكويكبات: لقد ناقشنا من قبل المشاكل المتعلقة بارتباط الزهرة بالثور، وبينما أنا أفضل الزهرة ليكون حاكم الميزان عوضا عن الثور، إلا أنني يجب أن أعترف بوجود صعوبة واحدة على الأقل في هذا الأمر. الزهرة كوكب سلبي (كوكب اليين: الرمز الصيني التقليدي الذي يشير إلى الأنوثة والسلبية في الطبيعة)، بينما يعتبر الميزان إيجابيا (برج اليانغ: الرمز الصيني التقليدي الذي يشير إلى الذكورة والإيجابية في الطبيعة). وهنا يبدو بوضوح أن الزهرة سيكون مناسبا أكثر ليكون مع الثور والذي يعتبر برجا سلبيا. لكن ليس من النادر وجود برج وحاكم مع بعضهما على الرغم من اختلاف قطبيتهما. والقليل من الناس يترددون في تعيين زحل لبرج الجدي، وهنا يظهر كوكب ذكوري جدا (على الرغم من أنه أكثر الكواكب سلبية في مجموعة اليانغ) وقد تم تعيينه لبرج من اليين (سلبي) (على الرغم من أن هذا البرج قد يكون من أكثر الأبراج إيجابية من بين الأبراج السلبية). وكل هذا يعني أن المرء لا يستطيع تحديد الأبراج مع كواكبها الحاكمة بشكل تام.
وكما أن برج الجدي هو برج يانغ سلبي بشكل كبير، كذلك فإن برج الميزان هو أيضا برج يين إيجابي بشكل كبير. في الواقع، هذان البرجان مختلفان من حيث القطبية لدرجة أنهما يضعان فكرة القطبية كاملة قيد التساؤل. مع ذلك، أنا أعتقد أن فكرة القطبية معقولة، الأمر فقط مرتبط بحقيقة أن قطبية البرج تشير إلى ميزة معينة في البرج وليس مجموع الميزات.
وكما هو مذكور أعلاه، تعين زيبورا دوبينس الكويكبين بالاس وجونو لبرج الميزان. وتعتبر الإلهة بالاس أثينا مقاتلة ويمكن أن تمثل نوع الميزان الذي تأخذ عنده المواجهة الحميمة شكلا من أشكال القتال. لكني لم أر العديد من الميزانيين (نسبة إلى برج الميزان) ممن يتصرفون بهذه الطريقة، باستثناء أولئك الذين لديهم سمات مريخية أو بلوتوية قوية، وفي هذه أعتقد أن مؤشر الميزان قد تم تجاوزه.
ويعد كويكب جونو قضية أفضل هنا لأن الإلهة جونو كانت راعية الزواج والزوجات. والزواج هو بالتأكيد علاقة ميزانية، لكن الإلهة جونو لا تجسد السمات الميزانية مثل حب الجمال، والفن، والانسجام. وكونه رمزا للسلام، فإن الميزان لا يتوافق مع الطبيعة الشكسة لجونو (أو مع الطبيعة العدوانية لبالاس أثينا). لكن الأفكار المأخوذة من الأساطير والتي لا تكون مدعمة بتجربة تعتبر خطيرة. يجب على حلها أن يأتي نتاج عملية مراقبة التأثيرات الفلكية.
تأثير الميزان على الكواكب: بشكل واضح، تزيد الكواكب في الميزان من الميزات الهوائية والكاردينالية في الخريطة الفلكية. أيضا، يعتبر الميزان مفضلا أكثر لدى الكواكب التي تميل إلى العلاقات والتي تعتبر مسالمة بطبيعتها. ويكون الميزان في أسوأ حالاته مع الكواكب الفردية مثل المريخ. المريخ في الميزان لا يعرف فيما إذا كان عليه أن يعيش وحيدا وبطريقته أم يحاول التعود والتكيف بطريقة ميزانية.
بشكل غريب، يعتبر الميزان البرج التقليدي لانسجام زحل، وهنالك نوع من التناسب هنا بالطبع، فزحل ليس معرضا للعلاقات لكنه ليس كوكبا فرديا أبدا، ويتمثل دوره في تذكيرنا بارتباطنا بالعالم الاجتماعي الأكبر. يرتبط زحل بالميزان من حيث أنه يدعم الالتزامات والواجبات التي تفرضها العلاقات، فهو يتخلص من السمات التافهة من الميزان ويبقي على السمات الجدية.
ويبدو أن الانتقالات الأخيرة لنبتون (1941-1956) وأورانوس (1968-1975) وبلوتو (1970-1984) خلال الميزان ترمز للتغيرات التي كانت تحدث في مفاهيم الزواج عندنا. حيث خلق نبتون فكرة مثالية للعلاقات بين الأشخاص في حين ألغى العديد من القيود الاجتماعية المتعلقة بها. وقد كان الجيل الذي نشأ في فترة وجود نبتون في الميزان مسؤولا عن الانتشار الواسع للقبول الاجتماعي لفكرة الأشخاص غير المتزوجين الذين يعيشون معا، إضافة إلى الزيادة في قبول العلاقات المثلية. وقد كان كل من أورانوس وبلوتو في الميزان خلال فترة البلوغ للذين ولدوا عندما كان نبتون في الميزان، وهذا يصف بشكل جيد ما أعلن عنه عبور نبتون في برج الميزان. وكون أورانوس يمثل الثورة وبلوتو يمثل الانفصال يشير إلى زيادة حالات الطلاق والميل نحو الزيجات المتعددة. من الواضح أن هنالك نظرة جديدة تجاه العلاقات البشرية نشأت نتيجة عمليات العبور الخاصة بالكواكب.
بشكل عام، تعمل الكواكب التي تقع في الميزان على إمالة القضايا المتعلقة بكل كوكب تجاه العلاقات والتكيف مع الآخرين. وفي الوقت نفسه، تميل الكواكب في الميزان إلى العمل بطريقة أخف وأقل جدية مما لو كانت في أبراج أخرى (خاصة البرج التالي وهو برج العقرب).

 

قراءه في الابراج (العقرب)

يعتبر برج العقرب من أكثر الأبراج التي أسيء فهمها في الخريطة الفلكية، وهو أيضا أكثر برج ذي سمعة سيئة. وبينما لا يتعامل هذا البرج مع القضايا الجدية، إلا أنه لا يستحق الكثير من الأمور السلبية التي قيلت عنه. في الواقع، يمكن لهذا البرج أن يكون إيجابيا جدا.
بالنسبة لقطبيته مع البرج المقابل، يبدو أن العقرب لا علاقة له بالثور. من ناحية، يعتبر العقرب رؤية مسبقة لبرج الحوت، وهو أول مواجهة مع موت الأنا (وهي الحالة التي يكون فيها الفرد واعيا لما حوله لكنه يفقد فيها الحس بالذات مؤقتا). هو مكمل للعملية التي بدأت في برج الميزان حيث دخل الفرد في حوار مع الآخر مع بقاء كل واحد منهما كينونة مستقلة. وفي برج العقرب يندمج الاثنان مع بعضهما ليصبحا شخصا واحدا على مستوى عاطفي واحد، وهذا أول نوع من موت الأنا.
وفي حين أن ما ذكر أعلاه يضع العقرب ضمن خريطة الأبراج، إلا أنه لا يعتبر جوهر البرج. فجوهر البرج هو التحول، وهذا الأمر غامض بشكل فطري. وهذا ليس غموض المسيحية، الذي يعتبر من عالم آخر، زاهدا ومنكرا للذات، بل هو غموض يرى قوة التحول وهي تعمل في عالم الواقع الذي نعرفه. وبدلا من إنكار الكون الطبيعي من أجل السمو فوقه، يقوم العقرب بغمس نفسه في الحالة الطبيعية حتى إنه يغرق فيها من أجل أن يذهب أبعد منها.
يعتبر العقرب أول برج مدرك لارتفاعات وأعماق الكون، وهو قادر على الشعور بالطبيعة النسبية لجميع الأشياء، وسيعلن بشكل حر بأن لا اختلاف بين الخير والشر، ونتيجة لذلك فسوف يتم إساءة فهمه. ينظر العقرب إلى الحياة على أنها سلسلة من حالات الموت والبعث، وبدلا من محاولة تجنب هذه التجارب فإنه يقوم بالاندفاع إلى داخلها لا تردد من أجل أن يعيش تجربة إعادة الإنعاش التي تنتج عنها.
وعلى المستوى العادي، يظهر هذا على شكل عشق العقرب للعيش بشكل انفعالي ومكثف. لا يجب فعل أي شيء بشكل سطحي، بل من الأفضل تجربة القليل بشكل كامل على تجربة الكثير بشكل سطحي. من الواضح أن العقرب برج دراماتيكي فهو يحب العاطفة حتى عندما يظهر بأنه يتألم بسبب التجربة التي مر بها. ومن الأفضل للعقرب أن يشعر بشعور سيئ على أن لا يشعر بشيء بتاتا.
وبالتزامن مع هذا، يحب العقرب الغموض، ويستمتع في سبر أعماق أي قضية أو شخص لمعرفة ما يحدث فيها. ونتيجة لذلك، يرتبط العقرب بفكرة الاستشكاف، والبحث، وخصوصا العلاج النفسي، وذلك لسببين: السبب الأول هو استكشاف الحالة النفسية وفرصة المساعدة في تمكين الفرد من التحول.
وسواء كان سبب ذلك النقد أو الحسد فإن العقرب عادة ما يشار إليه بأنه برج جنسي جدا. لكن إن كنا نشير إلى المتعة الجنسية البسيطة فإن العقرب ليس بالضرورة جنسيا. في الواقع، هذا البرج قادر على إنكار الجنس على نفسه بالكامل. لكن هنالك علاقة بين العقرب والجنس. فالبحث عن المتعة ليس هو السبب الذي يدفع العقرب تجاه الجنس، بل هو البحث عن السمو. حيث تعتبر النشوة الجنسية واحدة من التجارب القلائل التي يصاحبها موت الأنا والتي تساعد الفرد على السمو بذاته، والجميل فيها أنها متوفرة للانسان العادي. وهي أيضا سمة من سمات العقرب حيث إنها من التجارب القليلة التي يمر بها الفرد في حالة موت الأنا وإشباعها العالي في نفس الوقت. لا يشعر العقرب بحاجة إلى فصل الاثنين عن بعضهما، على العكس من باقي الأبراج. وبالنسبة للعقرب، مهما كان الشريك جذابا وجنسيا فإن الحب الذي لا يحتوي على الدراما والشدة العاطفية لن يدوم.
على الرغم من أن الصورة أعلاه هي صحيحة فيما يخص طبيعة البرج، إلا أنها ليست صورة دقيقة للعقرب المثالي، فالعقرب المثالي لا يظهر عادة على أنه جذاب أو دراماتيكي. ويميل العقرب، أكثر من غيره من الأبراج، إلى الظهور بشكل عادي، ويمكن تجاهله بسهولة إلى أن تحصل مواجهة معه. وبعد برج الثور، يعتبر العقرب أكثر الأبراج ثباتا في الخريطة، وهو البرج المائي الوحيد المستعد للقتال، بل قد يستمتع به.

يحتاج المرء منا أن يدرك أن الثقافات المختلفة ترى الرموز بشكل مختلف، فالعقرب الآن أصبح بلوتونياً أكثر منه مريخياً.
تأثير العقرب على الكواكب: أي كوكب يقع في برج العقرب سوف يصبح أداة لتحول الفرد، والكواكب في هذا البرج تتصرف بشدة وقوة، وعادة ما تتمثل هذه القوة في العاطفة. والكواكب الهوائية مثل عطارد لا تعمل بشكل جيد في هذا البرج لأن العاطفية التي يتمتع بها هذا البرج تتداخل مع ميزة الانفصالية الضرورية لكي تعمل هذه الكواكب بشكل جيد. أيضا، فإن ميول العقرب نحو تخصيص كل ما يحيط به يؤدي إلى علاقة سيئة بين هذا البرج وهذه الكواكب. لذا فإن الزهرة في العقرب، وعلى الرغم من أنها لا يشكل معضلة كبيرة هنا، إلا أنه يصبح أقل قدرة على المحافظة على انعزاله أو موضوعيته حول العلاقات التي قد ينخرط فيها.
ويقال أن القمر في الغالب يضعف كثيرا حين يكون في العقرب لكنني أميل إلى رفض هذا القول. ربما يكون قمر العقرب صعبا أن يفهمهم الكثيرون، إلا أنه على الأقل في تواصل مع مشاعره الذاتية. وهو ليس القمر الذي قد يميل إلى قمع المشاعر.
وهناك عدد كبير من الكواكب التي سوف تزيد من عاطفية وعناد الخريطة، والقضايا التي ترتبط بهذه الكواكب قد لا يتم التعبير عنها بنفس الوضوح الذي يعبر عنها فيه كما هو الحال بالنسبة لباقي الكواكب. لكن لا يساء فهمهم عادة من قبل من يجربونهم.

 

قراءه في الابراج (القوس)

مع وصولنا إلى برج القوس فإننا ندخل مرحلة من التطور يرمز إليها من خلال الأبراج الأربعة الأخيرة. وكما تذكرون، ارتبطت الأبراج من الحمل إلى السرطان بتطور الفرد كفرد، في حين ارتبطت الأبراج من الأسد إلى العقرب بتطور الفرد في مقابل الآخرين، حيث كان هؤلاء الآخرون مرتبطون بالفرد ارتباطا شخصيا.
وتصف الأبراج الأربعة الأخيرة اندماج الفرد في المجتمع ككل. ويفهم المجتمع على مستوى أكثر نظرية مقارنة بالمجموعة الثانية من الأبراج الأربعة. يرتبط الفرد ليس فقط بأولئك الذين يعرفهم، بل بالنسيج الاجتماعي كله، والذي لا يمكن التعبير عنه بشكل شخصي دائما.
الفكرة الأساسية في برج القوس هي أن الفرد يواجه سياقا اجتماعيا ويتعلم كيف يفهمه وكيف يعكس إرادته فيه. يعتبر القوس من أكثر الأبراج النارية تطورا، حيث أن على التعبير عن الإرادة أن يرتقي بشكل كامل بالتعبير الشخصي عن الذات.
يقدر برج القوس الحرية الشخصية أكثر من أي برج ناري آخر، ولذا فقد يواجه مشاكل فيما يتعلق بتكييف نفسه مع قيود النظام الاجتماعي الأكبر. مع ذلك، فهذا البرج غير قادر على تجاهل علاقته بالمجتمع، لذا فهو يسعى إلى الحصول على دور اجتماعي يسمح له بالتعبير عن الذات بشكل كبير، وفي نفس الوقت يقوم بعمل شيء اجتماعي مفيد. يرتبط القوس بالمثالية، بالأفراد الذين لا يقبلون الوضع الراهن والذين يميلون إلى إصلاح المجتمع. لكن، ومع التناقض في هذا البرج، إلا أنه يرمز أيضا إلى الأفراد الذين يحتلون منصب المتحدثين عن النظام الاجتماعي والمحافظة عليه متماسكا.
وفي كلتا الحالتين، فإن علاقة الفرد مع المجتمع نظرية فحسب. وهذا البرج مهتم بالمبادئ والأنماط العامة أكثر من اهتمامه بتفاصيل التنفيذ. وتتذكرون العلاقة بين الحمل والثور حيث يعمل الحمل في هذه العلاقة بصورة تجريدية وغير مجسدة في حين يعطيها الثور الجسد الطبيعي، فهو برج الأرض. وعندما يتقابل الحمل مع مبدأ الأرض، فإن إرادة الحمل تصبح ظاهرة ومحسوسة. وبشكل مشابه، يضع القوس مبادئ التماسك الاجتماعي حتى في ظل تناقضاته المرتبطة بعلاقته بالمجتمع، في حين يبحث برج الجدي عن طرق لتنفيذ هذه المبادئ.
ومثله مثل البرجين المتحولين الآخرين، كان يسمى برج القوس بالبرج الثنائي في الأدبيات القديمة. وفي الوقت الذي لا تعتبر فيه فكرة الثنائية من الأفكار المثمرة لكي تساعد في تفسير برج الجوزاء أو الحوت، إلا أنها تنجح مع القوس. يشعر القوس بأنه متتناقض فيما يتعلق بمكانه في الخريطة الفلكية، ولذا فهنالك نوعان مختلفان من أشخاص القوس. (وقد ربطت الكتب القديمة هذين النوعين بالنصف الأول والثاني من البرج، لكنني وجدت أن هذا غير موثوق).
يشير النوع الأول إلى الشخصية النارية الكلاسيكية المحبة للحرية، فهي تتوق إلى الفسحة والحرية لتتحرك وتعبر عن ذاتها كما تشاء. وغالبا ما تكون مرحة ومحبوبة إلا أنه لا يعتمد عليها فيما يتعلق بالمحافظة على الاتفاقيات. كما أنها غير ثابتة، فهي شديدة التحول، وعلى الرغم من أن هذا البرج يأتي بعد الميزان بكثير إلا أنه متردد في ربط نفسه بعلاقات مع الآخرين، ليس بسبب أنه يفضل العزلة، بل لأنه يرغب في أن يكون حرا من الارتباط بأي شخص، وفي أي مكان، من دون وجود قيود تفرضها عليه التقاليد الاجتماعية. وهذا النوع سعيد لخوض تجارب جديدة ولا تقيده التقاليد.
أما النوع الثاني من القوس فقد تمكن من تحقيق اندماج ناجح في النظام الاجتماعي، وهو مهتم بنسيج ذلك النظام. ولدى هذا النوع حاجة لدراسة كل شيء متعلق بالعالم حوله من أجل ربط كل جزء بالجزء الآخر. لذا فهو يميل إلى الانجذاب نحو العلوم، والفلسفة، والدين، أو أي نظام آخر قادر على إظهار حالة الترابط بين جميع الأشياء. ويهتم هذا النوع أيضا بالحكمة، والتي يفضلها على المعرفة البحتة: أعتبر الفكرة مفيدة ما دامت تساعد على فهم العالم بحيث يتمكن المرء من العيش فيه كفرد فعال. لكن، وبالنسبة لكلا النوعين، فهذه الأفكار لا تزال نظرية.
كلا النوعين يستمتع بالسفر ويرونه على أنه يعمل على توسعة الوعي وتحرير النفس من القيود التي تفرضها الحياة اليومية. وكلاهما أيضا مثالي، لكن النوع الثاني أكثر قدرة على الفصل بين ما هو حقيقي وما هو مثالي.
وليس هنالك طريقة يمكن من خلالها للفرد أن يعرف مع أي النوعين يتعامل، لأن كليهما عبارة عن مراحل في تطور نوع واحد. ويميل النوع الأول من القوس إلى المشاركة مع الثاني في حال سمحت التأثيرات البيئية بذلك. وقد يؤدي وجود زحل قوي إلى دفع النوع الأول من القوس إلى التحول إلى النوع الثاني في المراحل المبكرة من الحياة.
العلاقة بين القوس والمشتري: ما ينطبق على المشتري ينطبق أيضا على القوس، فكلاهما مهتم بالاندماج الاجتماعي، والنظرة الكلية، والقانون، والفلسفة، والدين. وكلاهما يرمز إلى عملية الوصول إلى الفرد لمواجهة العالم الأكبر.
لكن مع ذلك هنالك اختلافات بينهما. القوس أكثر قابلية للتغير من المشتري، وهو أكثر حباً للحرية وغير مسؤول. والقوس لا يميل إلى أن يكون رمزا لاكتساب البضائع المادية. أيضا، كونه برجا ورمزا أقل قوة من الكوكب، فإن القوس أقل ميلا من المشتري إلى التصرف بشكل مفرط. كما أنه أقل ميلا إلى أن يدل على النفاية أو الفائض أو التكبر.
واختلاف آخر مهم بين المشتري والقوس هو أن المشتري لديه سمة أكثر قوة من حيث الرعاية والحماية من القوس. فالقوس، كونه برجا ناريا، مهتم بشكل أكبر بحرية الفرد والتعبير عن الذات لكي يكون مسؤولا عن رعاية أو حماية الآخرين.
تأثير القوس على الكواكب: تزيد الكواكب في القوس من الجودة العامة والتحول والنار في الخريطة الفلكية، وتشير إلى رغبة في الحرية. ويتفاعل القوس بشكل أفضل مع كواكب مثل المريخ، أورانوس، والشمس، والتي تعد كواكب سريعة الحركة، مليئة بالطاقة، وغير مقاومة للتغير. وعطارد، الذي يتعرض للضرر عادة في القوس، لا يبدو عليه بأنه يعاني هناك، لكن الصعوبة الرئيسية التي يواجهها تتمثل في فقدانه القدرة على العمل بدقة والتعامل مع التفاصيل.
ومن الواضح أن القوس لا يتلاءم مع زحل، ويكمن التأثير هنا في حقيقة جعل زحل يحاول أن يشغل نفسه بالأفكار الواسعة الشاملة وفي نفس الوقت التركيز على المنهج التفصيلي. لكن هذه ليست مشكلة كبيرة ما لم يكن زحل بارزا جدا في الخريطة.
والكواكب التي يكون لديها مكون عاطفي قوي قد لا تكون صعبة في القوس، لكنها لا تعمل وفقا لطبيعتها بشكل كامل. فالزهرة على سبيل المثال متردد في تشكيل العلاقات الملزمة، هو ليس فاقدا للاهتمام بالجنس لكنه يفضل الصداقات على العلاقات الجنسية التقليدية.
ونبتون، الذي يمر الآن في القوس في هذه السنة (1980)، قد شجع الجانب المثالي من برج القوس بشكل كبير. وفي الوقت الذي صادف فيه مرور هذا الكوكب في القوس عام 1970 ظهرت وانتشرت ظاهرة المعلمين والطوائف التي ميزت ذلك العقد.

 

قراءه في الابراج (الجدي)

لدى الجدي القليل من تناقض القوس، وهو مهتم بالأمور الاجتماعية، ويشعر بأنه في مكانه الطبيعي عندما يكون في الوسط الاجتماعي. وعلى الرغم من سلبية قطبيته، فإن الجدي بعيد كل البعد عن السلبية. قد يسمح هذا البرج للعالم الخارجي كي يضع معايير ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، أو مهم، أو مقبول. لكن كونه قبل هذه التعريفات من قبل فإنه يستمتع بأداء اللعبة وفقا لهذه القوانين.
ولفهم الجدي بشكل حقيقي، فمن الضروري فهم رمزية البرج المتعلقة بعقدة الأب، والتي يجسدها برج الجدي في عالم الأبراج. يعتبر الجدي هدفا لتاثير أشخاص السلطة بشكل غير طبيعي، كما يخضع لأولئك الذين يدعون المعرفة والتي يعرفها كل العالم. ويميل الجدي إلى التركيز بشكل قليل على وجهة نظره اللاموضوعية، مع ذلك، يظهر التناقض في هذا البرج حيث إنه يتجنب التجريدات التي لا يمكن تحويلها إلى تجربة على أرض الواقع. يهتم الجدي بالفكرة الموضوعية للحقيقة والتي تكون في ذات الوقت قابلة للتجربة. لذا فإن الجدي يضع فكرة للحقيقة يعطيها واقعية مطلقة.
ويجب على الحقيقة أن تكون مفيدة للفرد، وهذا يعني أن الجدي لا يقبل فقط ما يعتبره المجتمع حقيقة، بل يسعى إلى أن يكون فعالا على المستوى العملي. وتعد الفعالية من الأمور التي يرغب بها الجدي فوق كل شيء. وفكرة الاعتماد على الآخرين وعدم القدرة على التحكم بالذات ترعب الجدي، فهو يفضل التحكم بالآخرين، على الرغم من أنه يمتلك حسا عاليا من المسؤولية تمنعه من أن يكون مهووسا بالسلطة.
يرغب الجدي في أخذ القوانين التي تعلمها حول العالم الخارجي واستخدامها، وقد يرغب في بناء تمثال له أيضا. يريد الجدي أن يكون قادرا على قول هذه الجملة للعالم “لقد فعلتها، أنا بنيت ذلك الشيء”: ومهما كان الشيء الذي يبنيه فهو مهم، ليس فقط بالنسبة له هو، بل أيضا بالنسبة للعالم وقوانينه التي حاول الجدي امتلاكها.
مرة أخرى، لدينا هنا ارتباط بين الجدي والنسخة الأصلية للأب: الطاقة التي تخبر الطفل بأن عليه أن يعيش حياته وأن ينسجم مع ما يوجد خارج حياته هو. وكما أن السرطان هو البرج الذي يجسد نظام الدعم للرضيع، فإن الجدي يمثل الطاقة التي تدفع الطفل خارج المنزل وإلى العالم الخارجي.
قد يعتبر كل من القوس والجدي ممثلين للنظام الاجتماعي، لكنهما يختلفان عن بعضهما في كيفية عمل ذلك. يهتم القوس بالمبادئ التي توحد المجتمع، وبنظريات الاندماج الاجتماعي، وغالبا ما يرغب في الفهم بشكل عميق بهدف توسيع نطاق وعيه الخاص (على الرغم من أنه يختلف عن الجوزاء في أنه غير مفتون بالأفكار لأنها أفكار).
أما الجدي فهو غير مهتم بالمبادئ بقدر ما هو مهتم بالتنفيذ العملي لها. يريد الجدي أن يعرف ما هو “حقيقي” وليس ما هو حقيقي “نظريا”. فهو مهتم بتفاصيل النظام الاجتماعي أكثر من اهتمامه بعمومياته.
وقد نعتبر القوس الفيلسوف الأكاديمي للنظام الاجتماعي، بينما ننظر إلى الجدي على أنه رجل الأعمال. مرة أخرى، تم تمكين مبادئ برج النار من أجل إظهار المستوى الطبيعي من خلال البرج الأرضي الذي يتبعه.
بشكل واضح، يجب أن يكون كل من القوس والجدي فريقا واحدا، لكن نفسية كل واحد مختلفة عن الآخر لدرجة أنه من الصعب عليهما الانسجام. فالقوس غير سعيد بمادية الجدي والطموح الاجتماعي المفرط، والجدي من ناحية أخرى غير سعيد بميول القوس نحو التحليق إلى تجريدات هوائية وتجنب مسؤولية التعامل مع العالم الحقيقي. لكن عندما يلتقي البرجان في بعض الأمور فإن فهم القوس يظهر بشكل رائع عندما ندمجه مع الفعالية العملية للجدي.
وتكمن مشكلة الجدي الكبيرة والوحيدة في أنه مقيد بصفة الفعالية في العالم الحقيقي التي يمتلكها لدرجة أن عمل ذلك لا يجري بسهولة. فالجدي يعتبر أي أمر مبررا ما دام مهما، وهذا يؤدي بالجدي إلى أن يكون جديا بشكل مفرط، والحكم على الأمور بحكم المنطق. قد يكون هنالك أمر يستمتع الجدي في عمله، لكن المتعة وحدها لا تكفي بالنسبة إليه. لذا، فإن الجدي يعتمد على المنطق، وله الحق فيما يفعله أكثر من الآخرين فيما يتعلق بالأمور الممتعة الأقل أهمية. يحب الجدي أن يمدح نفسه عندما يقوم بواجب ما مع أنه في الحقيقة هو يقوم بما يجعله يستمتع فقط. فالجدي غالبا ما يربط اللعب بالعمل.
على الرغم من الطبيعة الجدية لهذا البرج، إلا أن الجدي قد أنتج الكثير من الفكاهيين، وعادة ما تكون هذه الفكاهة من النوع الساخر الذي يستنكر الذات، أكثر منه نوعا لعوبا. وربما تكون هذه طريقة الجدي في المحافظة على توازن عاقل في وجه ميوله نحو الحصول على الأهمية.
كل من الجدي وزحل يسعى وراء الإنجاز المادي، وكلاهما مهتم بشكل قوي بالاعتراف الاجتماعي، وكلاهما رمز لإنكار الذات وتأجيل الإشباع الفوري ويفضلان عليه الضرورة طويلة الأمد. وكلاهما مرتبطان بقوة بشخصية الأب وبجميع رموز السلطة والتوجيه، ويكون النظام في كليهما قويا. لكن الجدي عادة ما يكون أشبه بزحل إيجابي، وهو ليس قمعيا كما زحل.
وتتمثل الاختلافات الرئيسية بين الجدي وزحل في مبدأي القوة والدرجة. أي أن زحل عندما يزاوي كوكبا ما (أي يكون بينهما زاوية على الخريطة) فإنه يمتلك تأثيرا أكثر قوة من تأثيره لو كان فقط يمر ببرج الجدي. وكون وجود زحل في الجدي لا يرمز أبدا إلى الإنكار الجدي لطاقة الكوكب فإن هذا الأمر يحدث أكثر عندما يكون هذا الكوكب في زاوية مع زحل. والحالة الوحيدة التي يصبح فيها الجدي مؤثرا صعبا مثل زحل هي عندما يكون في خريطة أرضية ومائية جدا مع وجود أبراج نارية غير نشطة.
تأثير الجدي على الكواكب: تميل الكواكب في الجدي إلى زيادة توجه كل منها تجاه الواقع، وقد تقيد قدرتها من أجل الخروج من نظرة المجتمع الذي نشأ فيه المرء. ولهذا السبب، فإن هذا البرج ينسجم بشكل أفضل مع الكواكب التي لا تعتبر مهتمة بالحرية والإبداع. ولا يعتبر أورانوس أو المشتري من الكواكب التي تنسجم مع هذا البرج، مع أنني لاحظت أن المشتري في الجدي لا يكون بنفس الشدة كما هو الحال بالنسبة لزحل في القوس. عادة ما يكون المشتري سعيدا بتوجيه انتباهه نحو الحصول على الوضع الاجتماعي والأهمية.
بعض السلطات تشعر أن المشتري في الجدي يشير إلى مشاكل مع الأب، لكن المشتري، والذي يبقى في برج لمدة عام كامل، لن يقوم بتخريب عام كامل من العلاقات بين الأطفال والأب فقط لأنه موجود في الجدي. وبالطبع قد تتوتر العلاقات بين الابن والأب إذا كان المشتري بارزا في الجدي. وشعوري الشخصي هنا أن هذه واحدة من الجدالات الحساسة والدقيقة لدرجة أنه لا يمكن تسويتها.
ويقال إن المريخ يسمو في الجدي، لكن هذا الأمر ليس منطقيا تماما لأننا لا نتوقع أن تكون تركيبة طاقات المريخ وطاقات الجدي الزحلية سهلة. لكن، يبدو أن طاقة المريخ في الجدي مسيطر عليها وليست مقموعة. وفي الجدي تبتعد طاقة المريخ عن مبدأ الأنا الذاتي الذي يعتمده المريخ وتعطى قاعدة اجتماعية أكبر، وذلك لجعل الآخرين يحترمون نوايا الغير.
الكواكب القوية من الناحية العاطفية لا تعمل جيدا في الجدي، لأن هذا البرج يميل إلى قمع المشاعر لصالح النظام، والقمر هنا صعب جدا لأن الجدي لن يسمح للقمر بأن يستمتع بالاعتماد على الآخرين، وهو نوع من العلاقات يعتبر عنصرا ضروريا لعمل القمر في مرحلة ما من الحياة.
كما أن الزهرة أيضا لا يعمل جيدا هنا لأن معاييره العاطفية المتعلقة بالاختيار قد تتعرض للخضوع تحت سيطرة المعايير العملية. ويمكن أن يشير الزهرة في الجدي إلى الانجذاب نحو الأشخاص الأكبر سنا الذين يمكنهم أن يمثلوا رموز سلطة ومحبوبين في نفس الوقت.

قراءه في الابراج (الدلو)

ومع برج الدلو ندخل في آخر زوج من الأبراج والذي يكمل تطور الفرد النمطي، ففي الحمل بدأنا بأكثر حالات تأكيد الذات فردية، وبعد بناء الجوانب المختلفة للنفس ومنحها السمات الاجتماعية، فإننا نصل الآن إلى برج الدلو حيث يكتمل الجانب الاجتماعي.
يعتبر الدلو رمزا للفرد كوحدة تعاونية في الجماعة، وهو برج تخضع فيه أنا الفرد وذاتيته بشكل افتراضي لتلك الخاصة بالوحدة الاجتماعية الكبرى التي ينتمي إليها. وأقول هنا بشكل افتراضي لأن ما يحدث في العادة هو أمر مختلف.
يكون الدلو في أفضل حالاته عندما يكون جزءا من نوع من الجماعات الاجتماعية، كما هو الحال بالنسبة للميزان الذي يكون في أفضل حالاته عندما يكون جزءا من زوج. يتميز أشخاص الدلو بأنهم اجتماعيون جدا ويستمتعون بالتفاعلات الاجتماعية. هم يقدرون الصداقات، ويحترمون ما يمكن للجهد الجماعي أن يحققه. وكأن لا نشاط له معنى عندهم أكثر من ذلك الذي يمتلك بعدا اجتماعيا. لكن وكما أن الميزان يميل إلى أن يكون العنصر المسيطر في أي علاقة، فإن الدلو يميل إلى أن يكون العضو المسيطر في أي مجموعة. ومثل أشخاص الميزان، يحتاج أشخاص الدلو إلى التفاعل الاجتماعي لكي يتمكنوا من تعريف أنفسهم، لكن ما إن يقوموا بذلك حتى يصبحوا أفرادا أقوياء يميلون إلى السيطرة.
ومن أجل فهم الدلو على المرء أن يتذكر أن هذا البرج يقابل الأسد، والأسد برج الفرد المكتمل القوي والواثق من نفسه والذي يعتمد على نفسه. وتكون الأنا مكتملة النمو. أما الدلو فهو برج الأنا الاجتماعية الكاملة، وهذه الأنا هي بقوة الأنا في برج الأسد، لكن في الوقت الذي يستمد الأسد وعيه بذاته من ذاته، يستمد الدلو وعيه بذاته من الجماعة وينظر إلى اهتماماتها على أنها اهتماماته هو. وإذا قال الأسد “أنا عظيم ومدهش في ذاتي”، فإن الدلو يقول “أنا لست سوى تجسيد لما يريده المجتمع”. بمعنى آخر، في الوقت الذي يظهر فيه الأسد الأنا بوضوح، فإن الدلو يميل إلى إخفائها. لكن هذا لا يعني أن جميع أشخاص الدلو أنانيون مخفيون، لكن يعني أن هؤلاء الأشخاص يستقون إحساسهم بالذات من شيء خارجي غير ذاتهم.
وعلى الرغم من أن أشخاص الدلو المصلحين أو الراديكاليين لا يحتاجون إلى أن يكونوا مرتبطين بمجتمع ما، إلا أنهم في حاجة إلى نوع من الجماعات لكي يتمكنوا من تحديد أنفسهم. وغالبا ما تظن تلك الجماعة أنها المجسد الحقيقي للمجتمع وليس النظام الاجتماعي السائد. أيضا، معظم المثاليات الراديكالية التي يحملها شخص الدلو لها عواقب اجتماعية، والدلو لا يرضى فقط بجعل نفسه مثاليا، بل يرغب في جعل كل المجتمع كذلك. على الرغم من أنه برج محب للحرية بشكل كبير، إلا أن الحرية التي يحبها هي حرية تغيير كل المجتمع لكي يصبح ما يراه هو صحيحا. لا يكون هذا البرج سعيدا عندما يترك الآخرين لينالوا حريتهم إذا كانت نظرتهم للحرية تختلف عن نظرته، فهو بكل الأحوال برج ثابت ومهما كانت أفكاره راديكالية أو تقليدية فإنه إذا وصل إليها فلن يغيرها بسهولة.
تكمن المشكلة الكبيرة بالنسبة للدلو في كل من توجهه الاجتماعي وكونه برجا هوائيا. يميل الدلو إلى امتلاك مثاليات اجتماعية قوية حول ما يجب أن يكون عليه الناس، لكنها لا ترتبط بسهولة بالأفراد باستثناء الحالة التي يجسدون فيها القضايا الاجتماعية. الدلو هو برج الشخص الإنساني الذي يحب كل البشرية ولا يحب فردا واحدا معينا. وكونه برجا هوائيا فهو لا يشعر بالراحة عندما يكون محاطا بالأخذ والعطاء العاطفي الذي يحكم العلاقات الشخصية. وأشخاص هذا البرج يفضلون الصداقات على الحب.
لقد أسهبت في التفكير في الجوانب الإشكالية للدلو التي تتمثل في مواجهة الدعاية التي سادت الأدب الحديث والمتعلقة بعصر الدلو القادم والذي يتم فيه إصلاح جميع العلل الاجتماعية لعصر الحوت بشكل أعجوبي. وإذا كان العصر القادم هو عصر الدلو حقا، فقد يكون حقبة قد تشهد الاقتلاع القاسي للاعتبارات الفردية، وروابط الحب العاطفية، وعلاقات التقاليد لصالح الأنظمة اليوتوبية المثالية المختلفة التي تعيش بشكل كامل في العقل وليس في القلب.
مع ذلك فإن الدلو يمتلك عدة نقاط قوة، فكونه برجا هوائيا فإنه يمتلك نظرة منفصلة ومنصفة تجاه الأشياء. وهو مهتم بشكل أصيل بتحقيق الخير للجميع، وليس فقط الخير له بالذات. هو برج مثالي ولديه التزام قوي بما يؤمن به، كما أنه حر طليق لا تقيده القيود التي يفرضها الماضي والتقاليد (وهي ميزة لديها جانب جيد وآخر سيئ).
تكمن نقطة ضعف الدلو الرئيسية في أنه يلزم نفسه تجاه المجتمع، وهو شيء ليس أكثر واقعية من الفرد نفسه. في الحقيقة، المجتمع أقل واقعية، فهو ليس أكثر من مجموعة منظمة من الأفراد، ولا يعتبر مستوى التنظيم الموجود في المجتمع معقدا كفاية لكي يكون لأي مجتمع وجود عضوي قائم بذاته. أي أن المجتمع ليس كائنا حيا، في حين أن الفرد كذلك. لكن بما أن المجتمع جهة صالحة وضرورية للحفاظ على الحياة البشرية، فإن تحديد أشخاص الدلو من خلال نوع من النظام الاجتماعي هو أمر صحيح.
العلاقة بين الدلو وأورانوس وزحل: في رأيي، يشكل كل من الدلو وأورانوس واحدا من أسوأ التركيبات بين أي برج وكوكب حاكم، فأورانوس بعيد كل البعد عن الاجتماعية، فهو فردي بشكل كبير، حتى إنه يعتبر مضادا للحياة الاجتماعية في معظم الوقت. وأورانوس الذي يعتبر أكثر حبا للحرية من الدلو مستعد لكي يمنح الحرية لأفكار الآخرين المختلفة، وبينما يعتبر الدلو ثابتا، فإن أورانوس غير مستقر ومتحول، ويحتاج إلى التغيير المستمر.
وهنالك العديد من التشابهات بين الدلو وأورانوس فكلاهما هوائي، على الرغم من أنني أؤمن بأن أورانوس لديه بعض النارية في طبيعته. وكلاهما يميل إلى الراديكالية والأفكار الإبداعية. وكلاهما يميل أيضا إلى أن يكون قاسيا وفاقدا للمشاعر في سعيه لتحقيق ما هو صحيح. فهما ليسا برجين دافئين حنونين.
وهنالك جانب زحلي في شخصية الدلو، فزحل الحاكم التقليدي للدلو يعتبر أكثر ثباتا من أورانوس. وزحل ميال إلى المجتمع على العكس من أورانوس، ومثل كل من الدلو وأورانوس، لا يستطيع زحل التعامل مع الأمور العاطفية بشكل جيد، لكنه أرضي جدا وليس عاشقا للتجريدات كما هو الحال في كل من الدلو وأورانوس. ويبدو أن رمزية الدلو تعكس خليطا من زحل وأورانوس بدلا من عكس واحد منهما فقط.
تأثير الدلو على الكواكب. يعتبر الدلو أكثر فائدة للطاقات الكوكبية الهوائية أو التي تركز على الجانب الاجتماعي. لذا فإن كل من عطارد الهوائي والمشتري الاجتماعي يكونان في مكانهما الطبيعي في الدلو، وكذلك الأمر بالنسبة لزحل للأسباب التي وضحتها أعلاه.
على الرغم من أن الشمس تتعرض للضرر في الدلو، إلا أنه لا يبدو أن هنالك أية مشاكل جدية في وجودها هناك، مع أنه لا يسمح لها بالتعبير عن الذات. والأمر نفسه ينطبق على المريخ الذي يتمتع بتعبير اجتماعي في الدلو منه في أي مكان آخر.
والكواكب العاطفية كالزهرة والقمر تواجه صعوبة في وجودها في الدلو، حيث يميل الزهرة هنا إلى الصداقة أكثر من الحب، ويتعرض القمر هنا إلى صراع بين عاطفته الطبيعية، وتعلقه بالماضي وبين ما هو شائع والجفاف العاطفي لهذا البرج. قد يكون القمر في الدلو في مشكلة أو قد لا يكون، لكنه لا يكون أبدا قمرا نمطيا.

قراءه في الابراج (الحوت)

هنا يكون الفرد قد وصل المرحلة النهائية في التطور، لكن هذا الأمر ليس واضحا تماما بناء على الأوصاف التقليدية للبرج. وكما أننا ركزنا على الجوانب السلبية للدلو من أجل موازنة المادة المفرطة التي كتبت عنه والتي لم تتفق مع قواعد النقد النزيه، فإننا هنا سوف نقوم بالعكس. وقد لاحظت أنه، ومن بين جميع أنواع الأبراج باستثناء العذراء، فإن أشخاص الحوت لديهم أسوأ صورة عن برجهم. وسبب هذا عائد إلى الكتابات المتعلقة بالأبراج، وليس لها علاقة ببرج الحوت نفسه.
لا تكمن المشكلة في برج الحوت في كونه ضعيفا أو بلا ألوان أو طاقة، بل في كونه يرمز إلى أكثر المراحل صعوبة في تطور البشر، وتسامي النفس. وفي هذا المجال يستمر الحوت في عملية بدأت في برج الدلو لكن مع بعض الاختلافات
في الدلو يتم تعريف النفس مع الجماعة والمجموعة الاجتماعية ما ينتج عنه الأنا المضخمة المغطاة بغطاء من التواضع. وكما أوضحنا في نقاشنا حول الدلو، فإن هنالك سؤالا مهما هنا ألا وهو: هل المجموعة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد ذات مكانة أسمى وأعلى من ذات الفرد؟
لا يكون الخضوع في الحوت للمجموعة الاجتماعية ولكن للكون كله، وهذا ما يشكل الدافع له. وبغض النظر عما يشعره المرء حول الرب، هنالك شيء يجعل الكون واحدا. والأنا التي تولد وتتطور وتكتمل وتندمج بالمجتمع من خلال الأبراج الأخرى تخضع في الحوت لشيء آخر أكبر من هذه الأمور. حيث تخضع أنظمة الواقع الشخصية والأفكار الشخصية حول ما هو صحيح وخاطئ إلى “ما هو موجود”. وبلغة الروحانيات، يرمز الحوت إلى استسلام الروح إلى الرب، لكن القليل من الأفراد قد يفعلون ذلك، فمن الصعب فعل ذلك بطريقة ناقصة، فالاستسلام الناقص قد يجلب الكوارث.
وهناك جانب آخر من الحوت يجب فهمه، وهو يشكل النهاية والبداية. الخريطة الفلكية ليست دائرة، بل هي على شكل لولبي، بحيث أنه في كل مرة يسير برج حول برج آخر فإنه يصعد. ويعتبر الحوت آخر مرحلة في كل دور من أدوار اللولب، ولكنه أيضا المرحلة التي تسبق الحمل. وبذلك، فهو يجسد المرحلة التي تسبق مرحلة ولادة نفس جديدة. ويعتبر الحوت الذي يتموضع في نهاية دورة تشير إلى استسلام النفس البالغة مقدمة لولادة جديدة على مستوى أعلى في المواجهة الأخرى مع الحمل. لذا يمكن النظر إلى الحوت على أنه مرحلة الضمير ما قبل الأنا وما بعدها.
تشكل بنية الأنا والذات الخاصة بالمرء طبيعة نظام واقع ذلك الشخص. لذا فإننا نرى أن الحوت هو برج لم يطور بعد نظام واقع أو أنه قد فعل ذلك للتو (وهذا ما يقود إلى ميزة الخيال العالي الذي يتمتع به هذا البرج).
ويرمز لهذا البرج بسمكتين تسبحان في اتجاهين مختلفين، وكما هو الحال بالنسبة للقوس والجوزاء، يطلق على الحوت تقليديا لقب البرج المزدوج. وهنالك نوعان من أشخاص الحوت: المتطور (الحوت في المرحلة الأخيرة من تطور الأنا أو الذات النمطية) والبدائي (الحوت في المرحلة التي تسبق ولادة جديدة في الحمل).
كل من النوعين يعتبران مستقبلين بشكل كبير، وفي النوع البدائي يؤدي ذلك إلى السلبية وعدم العمل، مما يجعل الشخص ضحية لأنه ليس مستعدا لتحمل المسؤولية. وفي النوع المتطور يؤدي هذا إلى رغبة في معرفة الحقيقة على مستوى روحاني عميق، وقد يصل الأمر إلى التضحية بالنفس من أجل الحقيقة. وهذا تعبير عن الشهيد، بمعناها الحرفي، على العكس من الضحية.
وكما قلنا من قبل، فإن نظام الواقع إما أنه غير مطور بشكل قوي في النوع البدائي، أو أن الفرد منفصل عنه في النوع المتطور. وهذا يعطي النوع المتطور القدرة على التعامل مع الواقع البديل، ورؤية جوانب من الوجود يعتبرها الآخرون مستحيلة. أما النوع البدائي فسوف يتعرض للحيرة والارتباك فقط.
وقد يلمح كلا النوعين أشياء قد لا تكون مرئية لمعظم الناس، فالحوت مرتبط بالقدرة النفسية (على الرغم من أننا نحتاج هنا إلى أكثر من مجرد إشارة حوت قوية لكي يكون المرء نفسيا، ولا يحتاج المرء إلى أن يكون حوتيا بشكل كبير في حال كانت الإشارات الأخرى قوية). وبالنسبة لمعظم الحوتيين تأتي الميول النفسية على شكل حساسية تجاه الآخرين حولهم بحيث يمكنهم التقاط طاقات الناس وانطباعاتهم بسهولة. ولأن الحوت يميل إلى تجربة هذه الطاقات على أنها له، فإن كل من النوعين يضعف عندما تصبح هذه الطاقات سلبية بشكل كاف.
وبالنسبة لكلا النوعين فإن الأمور ليست متباينة بشكل واضح بينهما كما هو الحال مع برج آخر. والفئات أصبحت ضعيفة، فالنوع المتطور يرى الكثير من الوحدة في الكون أكثر مما يراه الآخرون، بينما نلاحظ أن النوع البدائي هو فقط مرتبك هنا.
وكونه محجوزا في عالم لم يستعد به لكي يدخله، فإن النوع البدائي ميال إلى الاحتماء بعالم الخيال. وحتى النوع المتطور عادة ما يلجأ إلى عالم خاص لا يدخله الكثيرون. وهذه الميزة التي تميز العديد من الحوتيين هي في الحقيقة ناتجة عن حساسيتهم المفرطة.
وبسبب غياب التركيز على الأنا لدى الحوت فإن هذا البرج غالبا ما ينجذب نحو الخدمة الاجتماعية حيث يقوم برعاية المرضى الجسديين أو النفسيين أو يرعى الآخرين ممن هم في حاجة إلى الرعاية. قد يبدو هذا مشابها لمثالية برج الدلو الاجتماعية، لكن الحوت ينقصه تعريف النفس مع الجماعة مما ينتج عنه تضخم خفي للأنا. وفي الحوت يلاحظ أن النفس خاضعة بشكل أوضح من غيره.
لكن هنالك خطر واحد في الخدمة المجتمعية التي يقدمها الحوتيون، حيث إن الحوتيين البدائيين قد يحاولون دعم الأنا المزعزعة الخاصة بهم من خلال الاهتمام بأولئك الذين يعتبرونهم أقل حظا. لكن المشكلة هي أنه، ومن أجل المحافظة على مكانتهم العليا، فإن الحوتيين يحاولون أن يتأكدوا دوما من أن أولئك الذين يقومون برعايتهم سوف يبقون في نفس الحالة بلا تحسن كي يظلوا أقل حظا منهم على الدوام. وهذا النوع الخبيث من الأنا المتخفية يشكل خطرا أيضا بالنسبة لنبتون.
ومعظم الحوتيين ليسوا من النوع المتطور أو البدائي، بل هم خليط بدرجات مختلفة. وبغض النظر عما إذا كنا ننظر إلى الحوت على أنه داخل أو خارج من هذا العالم، فإنه وفي كلتا الحالتين لا يعتبر موجودا بالكامل هنا. وتعتبر محاولات الحوت للتعامل مع أنظمة الواقع التقليدية، مع أنه في الواقع يمتلك شيئا أكثر أهمية من المعضلات الأساسية لهذا البرج.
علاقة الحوت مع نبتون والمشتري: يعتبر الرابط بين الحوت ونبتون قويا، فكلاهما رموز لسمو الذات والاتحاد مع اللانهائي. وكلاهما أيضا يظهر كما كبيرا من الحساسية والخيال، وفي كليهما قد يكون الخيال مفرطا ويتحول إلى وهم أو خداع. وحتى النزاعات المرتبطة بنبتون موجودة أيضا في الحوت. وكل منهما مرتبط بفكرة التضحية والضحية، وكلاهما يرمز إلى نقص الأنا القوية، وهما مائيان جدا بالنسبة لكل ما يلمح إليه من أمور.
والمشتري وهو الحاكم التقليدي للحوت ليس من السهل رؤيته كما هو الحال مع البرج، وحيث يركز كل من نبتون والحوت كثيرا على الإيمان، يرغب المشتري بالحصول على المعرفة. وحيث يميل نبتون والحوت إلى السلبية والانكماش على نفسيهما، يمكن للمشتري أن يكون مغرورا وعنيدا. وربما يكون الارتباط الأساسي هو أن المشتري، مثل الحوت ونبتون، له بعد ديني. وينشأ هذا مباشرة من ارتباط المشتري مع فكرة التكامل، وهي العلاقة بين الجزء والكل. لكن المشتري مرتبط بشكل أكبر باللاهوتية أكثر من التجربة الروحية المباشرة، فهو راهب أكثر منه متصوفا. لذا، على الرغم من أن مكان المشتري في الحوت مناسب جدا، إلا أن علينا أن نضم الحوت إلى نبتون بدلا عنه.
تأثير الحوت على الكواكب: يميل عدد كبير من الكواكب في برج الحوت إلى تقليل نشاط وقوة الشخصية في حين تميل إلى زيادة مستوى التعاطف لديها قابلية الانفتاح وتقبل الآخرين. والكواكب التي تعتبر من كواكب اليين القوي في الحوت تميل إلى اكتساب ميزة خيالية حلمية، ويمكن لهذه الميزة أن تكون إبداعية وخيالية بشكل كبير، لكنها قد تضعف سيطرة الفرد على الواقع. ويعد القمر ضعيفا بشكل كبير في هذا المكان. أما الزهرة فيصبح رومانسيا بشكل مفرط تحت تأثير الحوت، لكنه قادر أيضا على إعطاء أكثر أنواع الحب كرما.
والكواكب التي ترتبط بالإرادة والطاقة هي تلك التي تعاني أكثر من غيرها في الحوت، فالمريخ في الحوت يفتقر إلى الطاقة، والحوت لا يعطي المريخ الكثير من المجال ليتسع لعناد هذا الكوكب وإرادته. يمكن للأشخاص الذين تكون لديهم الشمس أو المريخ في الحوت ناجحين جدا فيما يتعلق بتكريس أنفسهم لهدف ما يعمل على سمو فرديتهم الضيقة. ويؤدي هذا إلى إطلاق طاقة كانت لتحتجز ضمن نزاعات الحوت كتلك التي وصفناها سابقا.
وبسبب التوجه القوي والضيق لزحل تجاه الواقع، فإنه لا يعتبر في مكان جيد حين يكون في الحوت، بينما المشتري سواء كان حاكم الحوت أم لا فهو في أفضل مكان له حين يكون في هذا البرج حيث إنه يعطيه مجالا لا نهائيا لكي يوسع نطاق الإدراك والوعي لديه.

قراءه في الابراج
المصدر : المعاني الجوهريه

Source: intrinsic meanings