دراسة واختبار للتنجيم الهندي .الدكتور جيانت في نارليكر . الحلقة الثانية

دراسة واختبار للتنجيم الهندي .الدكتور جيانت في نارليكر

الحلقة الثانية من دراسة واختبار للتنجيم الهندي . الافتقار إلى النقد

في الغرب، لا يعتبر إيجاد كتب تنقد التنجيم من الأمور الصعبة، ولكن في الهند العكس هو الصحيح. توجد بعض الكتب الممتازة، مثل بريماناند وآخرين (١٩٩٣) وراو (٢٠٠٠)، لكن يعوق هذه الكتب عدم توافر الاختبارات الهندية التي يمكن بمقتضاها الوقوف في وجه المؤمنين الشغوفين بالتنجيم الهندي.

 

وحتى دورية «كارنت ساينس» كان عليها أن تنتظر حتى نقد مانوج كومات (٢٠٠٩) الذي استقى كثيرًا من المصادر الغربية مثل ذلك الموقع النقدي سهل الاستخدام http://www.astrology-and-science.com/. لسوء الحظ، بالأخذ في الاعتبار مستوى الدخل المنخفض ومستوى الأمية المرتفع لعموم الهنود، فإن المصادر الإلكترونية على الإنترنت قد لا تكون بالغة الفاعلية بوجه عام. 

لربما كان من الممكن تبرير تمويل لجنة المنح الجامعية للتنجيم إذا كان التنجيم الهندي يومًا مصدرًا لنوع جديد من المعرفة (لكنه لم يكن كذلك؛ انظر سيدانتا، ٢٠٠١، ١٣)، أو إذا ما ثبتت صحة طريقة عمله بالتجارب المحكومة. لكن على النقيض من التنجيم في الغرب — حيث لم تجد مئات من التجارب المحكومة دعمًا يتوافق مع ادعاءات التنجيم (دين، ٢٠٠٧) — لم تُجرَ أية تجارب محكومة على التنجيم في الهند، على الرغم من أن تركيزه على التنبؤ بإمكانية وقوع الأحداث من عدمها من شأنه أن يجعل الاختبار سهلًا.٦ سوف أناقش فيما يلي تجربة محكومة كنت قد أجريتها أنا وزملائي مؤخرًا. 

تجربتنا

أجريت التجربة في جامعة مدينة بوني (بونة سابقًا) التي تقع على مسافة ١٦٠ كيلومترًا (١٠٠ ميل) من جنوبي شرق مومباي (بومباي سابقًا) في ولاية ماهاراشترا، التي تعد ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان وثالث أكبر ولاية من حيث المساحة من بين ولايات الهند الخمس والعشرين. ويبلغ تعداد سكان بوني ذاتها ٥٫٣ ملايين نسمة. 

وقد ساعدني في التجربة الأستاذ سودهاكر كانت من قسم الإحصاء بجامعة بوني، وناريندرا دابولكار من لجنة القضاء على الخرافات، وبراكاش جاتباندي — منجم محترف سابقًا، تحول بعد ذلك إلى ناقد للتنجيم. 

يزعم المنجمون الهنود أنهم قادرون على معرفة ذكاء الشخص من خريطة برجه؛ ولذلك توجه متطوعون من لجنة القضاء على الخرافات إلى مدارس مختلفة وجمعوا أسماء طلبة المدارس المراهقين الذين صنَّفهم معلموهم على أنهم أذكياء ذهنيًّا. كما جمعوا أسماء من مدارس خاصة للمعاقين ذهنيًّا. وكانت أقدار تلك الحالات شديدة الاختلاف؛ لذا كانوا مثاليين لاختبار الادعاء المذكور أعلاه. ومن البيانات المجمعة، اخترنا ١٠٠ حالة ذكية و١٠٠ حالة إعاقة ذهنية، توزيع أعمارهم موضح في الشكل التالي. 

وقد حصلنا على تفاصيل ولاداتهم من آبائهم؛ لأن شهادات الميلاد نادرة في الهند. يفترض المنجمون الهنود المحترفون على نحو روتيني أن تفاصيل الميلاد التي يقدمها الآباء صحيحة؛ لذا فقد اتبعت إجراءاتنا ما هو معتاد. وقد أجرى أحدنا (براكاش جاتباندي) حسابات خرائط الأبراج (مخططات الميلاد) باستخدام برنامج إلكتروني فلكي تجاري. وشُفِّرَت كافة خرائط الأبراج وتم الاحتفاظ بها في حراسة أمينة لدى الأستاذ كانت في جامعة بوني؛ ومن ثم لم يستطع سواءٌ القائمون على التجربة (مجموعتنا المكونة من ٤ أفراد) أو المنجمون معرفة هويات الأفراد. 

الإعلان عن التجربة

أعلنَّا عن تجربتنا في مؤتمر صحفي في بوني يوم الثاني عشر من مايو عام ٢٠٠٨، وقد دعونا منجمين ممارسين للمشاركة في المؤتمر. وأوضحنا لهم أن كل مشارك سيُعطَى أربعين خريطة برج تم سحبها عشوائيًّا من مجموعتنا المكونة من ٢٠٠ خريطة برج، وسيكون عليهم الحكم بما إذا كان أصحاب هذه الخرائط أذكياء أم معاقين ذهنيًّا. كذلك دعونا منظمات فلكية راسخة للمشاركة — وقد أُعطيت خرائط الأبراج المائتين — وهو حجم عينة ضخم إلى حد كبير. 

أثبت المؤتمر الصحفي — الذي تحدثت عنه كافة الصحف الإقليمية والمحلية تقريبًا — أنه كان وسيلة فعالة للوصول إلى المنجمين. وخلال أيام قليلة تلقينا نحو ١٥٠ مكالمة هاتفية من منجمين من جميع أنحاء ماهاراشترا يعربون عن اهتمامهم بالمشاركة. فطلبنا منهم إرسال أسمائهم وخبراتهم وطرق التنبؤ المتبعة، إلى جانب مظروف مختوم مدون عليه عنوان المُرسل لإرسال ٤٠ من خرائط الأبراج لكلٍّ منهم. بعد ذلك، أتيحت لهم مدة شهر لإصدار أحكامهم. وفي الموعد المحدد طُلب من واحد وخمسين منجمًا خرائط الأبراج — فقط سبعة وعشرون من جميع أنحاء ماهاراشترا هم من أرسلوا أحكامهم، بينما لم يخبرنا الباقون بسبب اختيارهم عدم المشاركة. 

اعتراضات

أعرب منجمون من جمعيات تنجيم بوني وماهاراشترا عن تخوفهم من أنه نظرًا لأن الذين جمعوا البيانات أشخاص متشككون، فإن التجربة قد تكون متحيزة. فطمأنَّاهم بأن تشكك جامعي البيانات ليس له دور فعال في إدارة التجربة، وأن هذه التجربة من نوع التجارب ثنائية التعمية للتأكد من أنها عادلة تمامًا. لكنهم لم يقتنعوا، وحاولوا (بلا جدوى) صرف منجمين آخرين عن المشاركة. 

بعد مرور شهر، في حلقة دراسية عن التنجيم في بوني، أوضحنا أنه من الضروري إجراء اختبارات — بل العديد من الاختبارات في الواقع — إذا كان للتنجيم أن يثبت نفسه كعلم. حينئذٍ قال منظم الحدث إن باستطاعته تقديم مجموعة من عشر قواعد من شأنها أن تخبر بما إذا كان صاحب خريطة البرج عبقريًّا أم معاقًا ذهنيًّا، وحث المنجمين من الحضور على المشاركة في تجربتنا. 

في الهند، يمتلك المنجمون الرواد منظماتهم التنجيمية؛ ومن ثم فقد أرسلنا إلى هؤلاء المذكورين في قائمتنا (وهم حوالي اثني عشر) خطابات ندعوهم فيها إلى الحكم على خرائط الأبراج المائتين. فاستجابت اثنتان معربتين عن اهتمامهما، ومنظمة واحدة منهما هي التي أرسلت حكمها، في حين لم يصلنا أي شيء من الأخرى. 

اختبار فرعي مثير

على الرغم من أن جمعية ماهاراشترا للتنجيم قد حثت المنجمين على مقاطعة تجربتنا، فإن رئيسها واظب على الالتقاء بنا. وقد أعطانا من بين أشياء أخرى قاعدة للتنبؤ بالنوع وقاعدة أخرى للتنبؤ بالذكاء، ادَّعى أنهما أثبتتا صحتهما في ٦٠ بالمائة من الحالات. لكن عند تطبيق القاعدتين على مجموعة خرائط الأبراج المائتين خاصتنا، كانت التنبؤات صحيحة بنسبة ٤٧ بالمائة و٥٠ بالمائة على التوالي، وهي نسبة لا تزيد كثيرًا على ما يمكن إدراكه بالتخمين أو قذف عملة.

 

دراسة واختبار للتنجيم الهندي .الدكتور جيانت في نارليكر

 

تصنيف حالات الاختبار بحسب العمر ما بين مائة حالة ذكية ومائة حالة معاقة ذهنيًّا. حوالي نصف عدد المعاقين ذهنيًّا يفوق المراهقين الأذكياء عمرًا؛ مما كان من الممكن أن يمدنا بإشارة، إلا أنه من الواضح أن ذلك لم يحدث

 

 

لم يقدم جميع المنجمين السبعة والعشرين الذين شاركوا في التجربة بيانات شخصية، وكان خمسة عشر منهم هواة، وثمانية محترفين، وتسعة لديهم ما يصل إلى عشر سنوات من الخبرة، وسبعة عشر لديهم أكثر من عشر سنوات من الخبرة؛ ومن ثم، كانوا يشكلون مجموعة كفؤًا بدرجة واضحة. وكان متوسط خبراتهم يبلغ ١٤ عامًا. 

إذا كان لدى المنجمين المقدرة على معرفة ذكاء الشخص من خريطة البرج خاصته، فإنهم سيحرزون ما يقرب من ٤٠ نبوءة صائبة من أصل أربعين. في الواقع، كان أعلى مجموع من النبوءات الصائبة أربعًا وعشرين قدَّمها منجم واحد، تبعها اثنتان وعشرون نبوءة صائبة (قدَّمها منجمان اثنان). أما الأربعة والعشرون منجمًا المتبقون فلم يُحرِزوا جميعًا سوى عشرين نبوءة صائبة أو أقل، من بينهم منجم محترف وجد أن سبعًا وثلاثين من الحالات أذكياء، وثلاثًا غير محددين (ومن ثمَّ ليس من بينهم أحد معاق ذهنيًّا!)، ولم يكن صائبًا منها سوى سبع عشرة نبوءة فقط. كان متوسط النبوءات الصائبة للسبعة والعشرين منجمًا هو ١٧٫٢٥ نبوءة صحيحة؛ أي أقل من العشرين نبوءة المتوقعة بفعل الصدفة (على سبيل المثال، قذف العملة)، ولم تتجاوز الفارق الذي يبلغ ٣٫١٦ اللازم لتكون البيانات ذات دلالة إحصائية، حيث إن قيمة الاحتمال تساوي ٠٫٠٥. وهذا كثير جدًّا مقارنة بمزايا متوسط خبراتهم البالغ أربعة عشر عامًا! بالتأكيد ما من نظرية علمية يمكن أن تصمد بمعدل نجاح هزيل كهذا! 

أما منجِّمو المنظمة الذين بتُّوا في خرائط الأبراج المائتين جميعها، فقد أصابوا في ١٠٢ نبوءة، وقد حزروا أن إحدى وخمسين من خرائط الأبراج لأشخاص أذكياء وإحدى وخمسين منها لمعاقين ذهنيًّا؛ ومن ثم فإن أحكامهم — مرة أخرى — ليست أفضل مما يمكن التوصل إليه بقذف عملة. 

الأمر المأساوي هو أن عالم الإحصاء في فريقنا سودهاكار كان قد تُوفِّي إثر حادث عام ٢٠١١، وقد صعَّبت علينا الإجراءات الأمنية التي فرضها على تخزين البيانات إلى الآن إجراء المزيد من الاختبارات؛ منها على سبيل المثال: ما إذا كان المنجمون قد اتفقوا على أحكامهم فيما بينهم، وما إذا كانت قدرتهم على التقاط نسب الذكاء المرتفعة أفضل من المنخفضة، وما إذا كانت الطرق التنجيمية الثلاث المستخدمة (نيرايان، سايان، كريشنامورتي) تختلف في معدل النجاح. ونأمل في أن يتاح الوصول إلى هذه البيانات في النهاية. 

اثنان فقط من الاختبارات التي تُجرى على المنجمين الغربيين هما ما تضمنا الحكم على الذكاء. ففي دراسة كلارك (١٩٦١) بلغ متوسط التنبؤات التي أصاب فيها عشرون منجمًا ٧٢ بالمائة لعشر حالات نسب ذكاء مرتفعة يصاحبها حالات شلل دماغي. لكن جوزيف (١٩٧٥) لم يستطع تكرار هذه النتائج؛ حيث بلغ متوسط التوقعات الصحيحة التي أصابها ثلاثة وعشرون منجمًا ٥٣ بالمائة فقط لعشر حالات تتميز بنسبة ذكاء مرتفعة مقترنة بحالات إعاقة ذهنية شديدة. على أي حال، يعتبر خطأ الاستعيان المرتبط بحجم العينة الذي يساوي ١٠ أكثر من كافٍ لشرح كلتا النتيجتين، اللتين تتفقان مع العشرات من نتائج التجارب الأخرى التي أجريت على المنجمين الغربيين (دين، ٢٠٠٧). علاوة على أنهما تتفقان مع نتائج التجارب القليلة التي أجريت على المنجمين الغربيين الذين يمارسون التنجيم الفيدي، على سبيل المثال، دادلي (١٩٩٥). 

الخلاصة

أظهرت تجربتنا التي شارك فيها سبعة وعشرون منجمًا حكم كلٌّ منهم على أربعين خريطة برج فلكي، وفريق من المنجمين حكم على ٢٠٠ خريطة برج؛ أن أيًّا منهم لم يستطع التمييز بين الأطفال الأذكياء والأطفال المعاقين ذهنيًّا بأفضل مما ستفعل الصدفة. تتعارض نتائجنا مع مزاعم المنجمين الهنود وتتفق مع نتائج العديد من الاختبارات التي تُجرى على المنجمين الغربيين. باختصار، تتعارض نتائجنا مع اعتبار التنجيم الهندي ضربًا من ضروب العلوم.٧

شكر وتقدير

أمدنا قسم الإحصاء بجامعة بوني والمركز الجامعي المشترك لعلم الفلك والفيزياء الفلكية في بوني، بالدعم الأساسي أثناء إجراء هذه التجربة. وقد ظهر تقرير موجز عن هذا الأمر في «كارِنت ساينس» ٩٦ (٥) و٦٤١–٦٤٣، ٢٠٠٩. وأُوجِّه شكري الخاص إلى جيفري دين من بيرث، غربي أستراليا، لِمَا أمدني به من معلومات عن التنجيم الغربي؛ علاوةً على إعطائي خلفية عامة عن التنجيم في الغرب مقارنة بالشرق. 

ملاحظات

١- ظهرت أفكار الطالع البابلي في الهند حوالي عام ٤٥٠ قبل الميلاد خلال الاستعمار الفارسي، تبعتها — حوالي عام ٢٠٠ ميلاديًّا — الأفكار التنجيمية الإغريقية القائمة على الكواكب. وأضيفت أفكار جديدة إلى هذه الأفكار لتناسب الثقافة الهندية، فكانت النتيجة النهائية هي التنجيم الهندي الذي لا يزال مستخدمًا حتى يومنا هذا، والذي يوجد في العديد من المدارس التي تختلف فيما بينها على التفاصيل (معظم مدارس التنجيم — الهندية والغربية — تختلف على التفاصيل). تتمثل الاختلافات الرئيسية عن التنجيم الغربي في الاهتمام بالتناسخ والكارما، واستخدام دائرة الأبراج النجمية بدلًا من دائرة الأبراج الاستوائية (الفارق بينهما الآن برج واحد تقريبًا بسبب تقدم الاعتدالين)، وإقصاء الكواكب الحديثة أورانوس ونبتون وبلوتو لصالح العقدتين القمريتين راهو وكيتو، واستخدام المنازل القمرية السبعة والعشرين، والتفرعات المتضائلة تدريجيًّا للأبراج (ستاين، ١٩٩٥؛ وراو، ٢٠٠٠). 

٢- يحذر براها (١٩٨٦، ١٣) من أنه لا يمكن التعامل مع التعقيد إلا بالحدس والخبرة؛ ومن ثم فإن التنجيم الهندي لا يمكن تعلمُه كما ينبغي من الكتب. لكن الاختبارات التي أُجرِيت على المنجمين الغربيين وجدت أنه لا الاستخدام ذاتي التقييم للحدس ولا الخبرة تزيد من معدل نجاحهم عما يمكن إصابته بالصدفة (دين وكيلي، ٢٠٠٣). إذن ما الذي سيجعل المنجمين الهنود يختلفون عن ذلك؟ 

٣- في فترة ما، شغل راو خدمة خرائط أبراج إلكترونية ولكن دون تقديم نبوءات. ولم يكن هدفها سوى «أن تثبت للمنجمين «المحيطين علمًا بكل شيء» أن باستطاعة شخص مناوئ للمنجمين بحق أيضًا فعل ما يفعله المنجمون، بل وبكفاءة ومعرفة أكبر.» وكانت الرسوم التي يحصل عليها مقابل خداعك ثلاثين روبية. 

٤- وفقًا لنصوص هندوسية قديمة، لكل مؤمن ٨٤٠٠٠٠٠ بعث لا يتحرر منها إلا بإدراك التنوير. مع استغراق كل ميلاد جديد ٥٠ عامًا وعدم حدوث تغيير على مدار الوقت، تستمر البعوث المحددة لأكثر من ٤٠٠ مليون سنة؛ أي تقريبًا ما يعادل عمر الكائنات البشرية الأولى على الأرض. 

٥- يمكن الاطلاع على مزيد من الأمثلة في بريماناند وآخرين (١٩٩٣)، وكذلك عبر محرك بحث الإنترنت، وإن كانت ثمة ضرورة للمثابرة في بحثك. وكبداية، حاول البحث عن «تنجيم مايكل برابو». 

٦- لكن بعضهم اقترب من القيام بذلك. على سبيل المثال، استخدم راكيش آناند (٢٠١٠) التنجيم لاتخاذ العديد من القرارات المهمة في حياته، لكن النتائج جاءت كارثية؛ لذا أعد خرائط الأبراج الخاصة بأربع وعشرين شخصية مشهورة وتسعة من أصدقائه الشخصيين، وغيَّر أسماءهم، واستطاع الاستعانة ﺑ ١٠١ منجم من كل مكان من أقصى شمالي الهند للتنبؤ بالحيوات والأحداث التي ستقع لأصحاب خرائط الأبراج. لكن أحدًا منهم لم يصب. على سبيل المثال، لم يتوقع أحد منهم من خريطة برج جورج بوش العمل في السلك السياسي أو ثروة ضخمة من خريطة برج بيل جيتس. وقال مستنتجًا: «إن التنجيم خرافة مضلِّلة لا نفع لها.»(٦) بالإضافة إلى ذلك، عرض آناند جائزة قدرها مليون روبية (حوالي ٢٠٠٠٠ دولار) لأي منجم هندي يستطيع إظهار أن التنجيم يفلح، وحتى الآن لم يفُزْ أحد بهذه الجائزة. 

٧- على مدار السنوات، قدَّمتُ العديد من التصريحات العامة ضد علم التنجيم الزائف؛ مما جعلني أستحق فصلًا بعنوان «حالة نارليكر» في كتاب قوامه ٣٤٨ صفحة صدر عام ١٩٩٨ بعنوان «التنجيم وخدعة «المزاج العلمي»» من تأليف المنجمة جياتري ديفي فاسوديف التي كانت آنذاك رئيسة تحرير مجلة «ذي أسترولوجيكال ماجزين»، ويحاول كتابها إظهار أن الاستقصاء العلمي أو «المزاج العلمي» متحيز ضد التنجيم، وأن النقاد جاهلون تمامًا بكلٍّ من العلم والتنجيم. وقد اتهمني الفصل المذكور أعلاه بأنني أجازف بالتوغل في مناطق لم أبحث فيها؛ ومن ثم فإنني جاهل بها. على سبيل المثال، لقد ارتكبت خطأً من المفترض أنه لا يُغتفر بالتصريح بأن التنجيم ليس علمًا. وآمل أن يتمكن البحث الحالي من توضيح الحقائق. 

المراجع

 

1.Anand, R. 2010. Astrology Tested Fake. Jammu: God vs Life Publications.

2.Braha, J.T. 1986. Ancient Hindu Astrology for the Modern Western Astrologer. Miami: Hermetician Press.

3.Clark, V. 1961. Experimental astrology. In Search 3(1): 102–109.

4.Dean, G. 2007. The case for and against astrology. In B. Farha (ed.), Paranormal Claims: A Critical Analysis. Lanham, MD: University Press of America, pp. 115–129.

5.Dean, G., and I.W. Kelly. 2003. Is astrology relevant to consciousness and psi? Journal of Consciousness Studies 10(6–7): 175–198.

6.Dean, G., A. Mather, and I.W. Kelly. 1995. Astrology. In G. Stein, editor, Encyclopedia of the Paranormal, Prometheus Books.

7.Dudley, J. 1995. An attempt to predict accidental death with Vedic astrology. Correlation 14(2): 7–11. (Twenty road deaths vs controls gave 11 hits vs 10 expected by chance.)

8.Joseph, R.A. 1975. A Vernon Clark-model experiment distinguishing exceptionally gifted high performance from profoundly retarded low performance children. Journal of Geocosmic Research 1(3): 55–72.

9.Komath, M. 2009. Testing astrology. Current Science 96(12): 1568–1572.

10.Premanand, B., M. Bhatty, and M.S. Risbud (eds). 1993. Astrology: Science or Ego-Trip? Published by Indian Skeptics. (The best single survey of both Indian and Western astrology, impressively thorough, many anecdotes, but very few tests, none of them Indian.)

11.Raman, B.V. 1992. Planetary Influences on Human Affairs. New Delhi: UBSD.

12.Rao, S.B. 2000. Astrology Believe It or Not? Bangalore: Navakarnataka Publications.

13.Siddhanta, K. 2001. Some questions concerning the UGC course in astrology. Breakthrough 9(2): 1–36.

14.Stein, G. 1995. Encyclopedia of the Paranormal. Amherst: Prometheus Books. Entry on astrology.

 

مجلة سكيبتيكال إنكوايرر، المجلد ٣٧، العدد ٢، الصفحات ٤٥–٤٩مارس/أبريل ٢٠١٣
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وقد تم وضع بعض الردود في اول الموضوع وفق منهج شبكة الحكمة وسنعيد وضع ذلك الرد المختصر هنا حتى يتم ملاحظته

لابد من تنبيه مهم وفق منهج الحكمة في منتدياتنا ووفق منهجيتنا 

وهو اولا ان هذا التنجيم ليس هو التنجيم الاستوائي الذي اثبت جدارته وهو يختلف كثيرا في تفسيراته مع التنجيم الهندي النجمي فالتنجيم الهندي يقوم على أساس مختلف في فهم وتفسير رمزية الدلالة وقد بينا وشرحنا الفرق بين التنجيمين فمدرستنا استوائية وليس هندية نجمية 

والتنبيه الثاني هو ما يظهره الاختبار لنا من جهل المنجمين الهنود لفهم والية عمل التنجيم بالتالي جهل مقيم الاختبار 

فهو قد احتج على المنجمين الهنود بمنهجهم الخاطئ فولد الخطأ خطئا . فهم كانوا يظنون ان التاريخ والمدينة وحدهما كفيلان بمعرفة ذكاء او بلادة الانسان او اعاقته الذهنية وهذا امر واضح البطلان ويمكن معرفته ببساطة وهو انه في دقيقة واحدة في مدينة بومباي الهندية يلد مئات الأطفال في نفس الدقيقة فهل كل هولاء معاقون او لهم نفس الدرجة من البلادة والذكاء فهذا امر غريب فعلا فكيف فاتهم ذلك بل كيف فات الدكتور المختبر ذلك ايظا . عموما انا شرحت وبينت عمل والية التنجيم وانه التاريخ والوراثة والمكان الذي ولدت به ومن كان حولك ومن يولد المرأة كل هولاء لهم تاثير بل ان الطبيب او المولدة لها تاثير على اول ظهور الجنين اكثر من تاثير بعض الكواكب ذلك نظرا لقربه منه وملامسته وطاقته حتى العلم الحديث قد اثبت ان جاذبية انسان بقربك ربما تكون اكثر تاثيرا عليك من جاذبية كوكب كبير بعيد عنك .

مما يعني اننا لابد ان نتخذ المنهج الذي يتخذه الطب فنسأل عن حال الطفل ونراه ونرى الأثر وما يظهر عليه ومن خلال الاعراض مع التاريخ ومكان الولادة نعرف الحقيقة واضحة جلية . ان أي تاثير يقع كهرمغناطيسي او غيره ولو كانت موجات كهربائية حتى لو صدرت من الشمس العظيمة بسبب انفجاراتها والتي تهدد أمور كثيرة كما نسمع ويذكر الخبراء ذلك كثيرا فكل هذه الأشياء اذا اصابت مجموعة في وقت واحد لن يتاثرون جميعا بنفس الطريقة بل منهم من يتضرر كثيرا ومنهم من يتضرر قليلا ومنهم من لا يظهر عليه الا الشئ النادر والبسيط وهذا هو حال اثار التنجيم وحتى الذي يؤمن بدلالة العلامة فقط فلن يكون محقا لان التاثير غير متساوي اذن التنجيم كما قلت وكررت هو منه ومنا يعني من التاريخ والأرض والوراثة والمحيط .

فالامر اشبه بمجموعة من الرجال الذين لديهم مشكلة بالقلب والبعض منهم مشغول او يفكر في شيء ما والبعض مدرك وغير تائه الفكر فوقعت قربهم قنبلة فاكيد البعض سيصاب بسكتة قلبية ويموت والبعض يصاب بها خفيفة والبعض يظهر تاثر طفيف عليه فهم مع انهم يعانون من نفس المرض ونفس ضعف القلب لكن المحيط والدائرة التي هم بها أظهرت تاثيرا مختلفا عليهم نظرا لمحيطهم وما هم فيه من وضعية فهولاء هنا وفق التنجيم الهندي لابد ان يكون تاثيرهم واحد يعني اما ان يموتوا كلهم واما ان يحيووا كلهم لكن وفق التنجيم الاستوائي فالامر مختلف جدا فلا يؤخذ جزافا بل وفق نظر اشمل واكمل ومن جميع النواحي تاريخا ومكانا ومحيطا وما هم في من وضع خاص وهذا ما شرحناه وبيناه ومنذ سنوات كثيرة هنا. 

بالتالي أي اختبار لا يستقيم مع ما نقول لا يعتد به لكن مع هذا كله اعترف الدكتور بين اسطره بانه في سنة 1961 اجرى احد المختصين اختبارا في التنجيم الغربي فكانت نسبة الإصابة 72 في المائة حيث قال :

ففي دراسة كلارك (١٩٦١) بلغ متوسط التنبؤات التي أصاب فيها عشرون منجمًا ٧٢ بالمائة لعشر حالات نسب ذكاء مرتفعة يصاحبها حالات شلل دماغي. 

لكن المقطع الثاني اللاحق بهذا المقطع هو في الحقيقة لمنجمين غربيين يمارسون التنجيم الهندي فكانت نسبة الإصابة 52 بالمائة.

ومع ما ذكرنا لا يكون أي اختبار دقيق الا اذا كان مطابق للشروط المذكورة وهنا ربما سائل يسال ويقول ما هي افضل طريقة لأجراء الاختبار ؟

والجواب هو ان يجرى الاختبار وفق التنجيم الساعي أي تنجيم المسائل أي تنجيم السائل والمجيب وفق المدرستين الهندية والاستوائية فنضع الأسئلة عن أمور مهمة كما شرحنا ذلك في التنجيم الساعي أي تنجيم المسائل وننظر الإصابات فان اعتد بها اثبتت والا اسقط العلم بسقوط نتائجه وثمرته وكل من تابعني هنا يرى مقدار الاصابات الدقيقة طوال هذه السنوات فتنجيم المسائل هو ادق ما يمكننا ان نجري عليه الاختبار واما تنجيم الولادة فهذا امر شائك وراجع لشروط ومقدمات ومعرفة حالات السائل واوضاعه يمكن ان نجري به او عليه اختبارا لكن وفق معايير مختلفة عما سبق فنقول مثلا ان تراجع عطارد في هيئة مولود معين يجعله عرضة لكذا ويعطيه مواصفات كذائية ونجمع مجموعة ممن يكون عطارد متراجع عندهم ونرى نسبة دقة الدلالة والاثر هكذا يكون الاختبار الدقيق في المواليد .

هذا هو توضيحي وردي وقد تعجبت من سطحية ردود المعاهد الهندية وطبيعة تفسيرها وكيف من يدعي التنجيم لا يلتفت لهذه البديهيات مع انهم هناك يعطون شهادات دكتوراة به في الهند فهو معترف به رسميا ويدرس في جامعاتهم .

دراسة واختبار للتنجيم الهندي .الدكتور جيانت في نارليكر . الحلقة الاولى

أرسلت في الأحد 12 أكتوبر 2014